الغارديان: في ضواحي باريس يشعر كثيرون أن شعار الحرية لا ينطبق عليهم

الغارديان: في ضواحي باريس يشعر كثيرون أن شعار الحرية لا ينطبق عليهم

قال الكاتب أندرو هاسي في مقال له بصحيفة "الغارديان" البريطانية إنه في ضواحي باريس يشعر كثيرون أن شعار “حرية.. مساواة.. إخاء” لا ينطبق عليهم.

وأضاف “هاسي” أنه في حوالي الثالثة صباحا من يوم الجمعة أيقظه ما بدا وكأنه إطلاق نار، ومن النوافذ الخلفية لشقته في جنوب باريس، كان بإمكانه رؤية الكر والفر بين المحتجين والشرطة.

وقال إنه أمضى المساء في متابعة التغطية الإخبارية لأعمال الشغب العنيفة التي اندلعت بشكل عفوي في جميع أنحاء فرنسا، ويقول إنه رأى مشاهد مألوفة لسيارات ومبان مشتعلة وشرطة مدججة بالسلاح، وهي صور اعتادها أي شخص عاش خلال السنوات القليلة الماضية من الاحتجاج الغاضب في فرنسا.

وتابع: أن أشد ما أثار قلقه بشأن هذه الاحتجاجات وأعمال الشغب هو الحجم الهائل، حيث لم يقتصر العنف على ضواحي المدن الكبرى فحسب، بل كان في كل مكان، بما في ذلك البلدات الأنيقة.

وأضاف أنه عند منتصف الليل زادت الأمور سوءا، وفي اليوم التالي تجول في الحي الذي يسكن فيه، فوجد سيارات محترقة ودراجات نارية مهشمة ومتاجر مقتحمة ومحطمة.

ويذكر الكاتب أنه تحدث إلى ضابطي شرطة كانا ضمن فريق يقوم بدوريات في المنطقة على دراجات، وسألهما عن الحادث الذي أثار أعمال الشغب، وهو إطلاق ضابط شرطة النار نحو نائل مرزوق البالغ من العمر 17 عاما في نقطة مرور في ضاحية نانتير بباريس يوم الثلاثاء الماضي.

وقال أحد الضابطين: "عليك أن تفهم متى تذهب إلى بعض هذه الضواحي، عليك أن تكون منتبها باستمرار، وأن تكون مستعدا للهجوم في أي وقت، إنها تبدو وكأنها منطقة حرب".

وأشار إلى أنه ليس بعيدا عن المكان الذي تحدث فيه مع ضابطي الشرطة، تحدث إلى بشير مقراني، الذي يعيش في شقة في أحد الأبراج الرمادية الفقيرة المطلة على حديقة صغيرة.

وقال بشير: "إنها حرب.. إنها حرب علينا، نحن الناس الذين يعيشون في أماكن مثل هذه.. عمري الآن 40 عاما، حاصل على الماجستير ورب أسرة، لكن طوال حياتي تعرضت للتمييز والإذلال، دائما من قبل الشرطة.. لا يستطيع الناس تحمل المزيد".

وقال الكاتب إنه وسط كل هذه الفوضى، كان من الملاحظ أن مثيري الشغب لم يهاجموا مراكز الشرطة فحسب، بل هاجموا مباني البلديات ومكاتب الضرائب والمدارس، وأي مؤسسة عامة تابعة للجمهورية الفرنسية.

ويرى الكاتب أن الغضب يتركز على كل ما تمثله الجمهورية الفرنسية، وشعارها الديمقراطي “الحرية والمساواة والإخاء”، ويقول إن السبب في ذلك هو أن جزءا كبيرا من السكان المهمشين في الضواحي يشعرون أن هذا الشعار وهذا النموذج للدولة الديمقراطية لا ينطبق عليهم، ويخذلهم.

كما يرى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يواجه تحديات قاسية في الأيام المقبلة، وستكون الأولوية لاستعادة النظام بأقل عدد من الضحايا.

واختتم الكاتب بقوله، إن هذا هو الوقت المناسب للحكومة الفرنسية لبدء التفكير حول ما إذا كانت الجمهورية الفرنسية بصورتها الحالية لا تزال تفي برسالتها في القرن الحادي والعشرين.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية