في الذكرى السنوية لليوم العالمي لحقوق الإنسان

بعد مرور 75 عاماً.. هل ما زالت منظمات حقوق الإنسان قادرة على الاستمرار؟

بعد مرور 75 عاماً.. هل ما زالت منظمات حقوق الإنسان قادرة على الاستمرار؟

في يومٍ عالمي يهم كل البشر هو اليوم الدولي لحقوق الإنسان، يفترض أن تكون لدينا فرصة لتجديد النوايا والالتزام بقيم الإنسانية، إلا أننا وفي ظل الظروف الراهنة، نجد أنفسنا مغمورين في محيط من الحزن واليأس.

واليوم في الذكرى الـ75 لليوم العالمي لحقوق الإنسان، يظهر العالم كمشهد تتراقص فيه حقوق الإنسان على حافة الهاوية، تراجعت الحقوق للوراء كأمواج هائجة تبتلع مبادئنا الإنسانية، ويغرق العالم في جُب من الحروب والصراعات، وكأنه يقاوم بشدة كل محاولة لبناء جسور من الفهم والتسامح. 

في العاشر من ديسمبر من كل عام، يتم الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان، والذي يأتي هذا العام موافقًا للذكرى السنوية لاعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، كما يصادف الذكرى السنوية لإنشاء مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان.

ويأتي احتفال العام في وقت يشهد فيه العالم تراجعا ملحوظا في مجال حقوق الإنسان، كما يُسلط الضوء على الواقع المرير لمنطقة تعاني من أعنف انتهاكات حقوق الإنسان في العالم، إنها غزة، حيث يعيش الأشخاص تحت سحابة من القهر والظلم، ويشهدون يوميًا ويلات الحرب والتشريد والمعاناة، فوفقًا لأحدث بيانات وزارة الصحة في غزة ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين إلى 17700 شخص وإصابة 48780 مواطنا 70 في المئة منهم من الأطفال والنساء، موضحة أنّ هذه الحصيلة ليست نهائيّة.

انتهاكات بالأرقام

وفقًا لتقرير منظمة العفو الدولية لعام 2023، فإن أكثر الانتهاكات شيوعًا لحقوق الإنسان في العالم كانت في الاعتقال التعسفي، وتم اعتقال ما يقرب من 2 مليون شخص تعسفيًا في جميع أنحاء العالم في عام 2022. 

يليه تعذيب أو معاملة أكثر من 200 ألف شخص بشكل غير إنساني أو مهين في جميع أنحاء العالم في عام 2022. 

يليه الإعدام، حيث تم تنفيذ 577 حكمًا بالإعدام في جميع أنحاء العالم في عام 2022. 

يليها التمييز، ويتعرض 2.5 مليار شخص للتمييز بسبب العرق أو الجنس أو الدين أو الهوية الجنسية في جميع أنحاء العالم. 

انتهاكات حقوق الإنسان في غزة

وفقًا لتقرير المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان لعام 2023، فإن أكثر الانتهاكات شيوعًا لحقوق الإنسان في غزة كانت في القصف العشوائي، والذي ترك آلاف القتلى والجرحى من الأطفال والنساء والرجال.

يلي ذلك الحصار المفروض، حيث يحرم الحصار الإسرائيلي غزة من الوصول إلى السلع الأساسية والمواد الغذائية والأدوية، ما أدى إلى معاناة شديدة للسكان، المستمرة منذ 2007 على القطاع.

يلي ذلك التمييز، ويتعرض الفلسطينيون في غزة للتمييز من قبل السلطات الإسرائيلية، ما يحرمهم من حقوقهم الأساسية، مثل حق العودة والحق في تقرير المصير. 

مقارنة بين الانتهاكات في العالم وفي غزة وحدها

من خلال الذكاء الاصطناعي تحديدًا الأداة BARD، تم مقارنة أرقام انتهاكات حقوق الإنسان في العالم وفي غزة من خلال النظر في العوامل التالية: 

الشدة: يمكن أن تكون انتهاكات حقوق الإنسان في غزة أكثر حدة مما هي عليه في العالم، خاصة في حالات القصف العشوائي والحصار المفروض، حيث قُتل وشُرد الآلاف.

النمط: تتميز انتهاكات حقوق الإنسان في غزة بنمط ثابت من الظلم والقمع، الذي يستمر منذ سنوات.

حيث يعاني الفلسطينيون في غزة من الحصار الإسرائيلي المفروض عليهم منذ عام 2007. 

الحجم: يعاني عدد أكبر من الأشخاص من انتهاكات حقوق الإنسان في العالم مقارنة بغزة من حيث الحجم، حيث يعاني ما يقرب من 2.5 مليار شخص من التمييز في العالم، مقارنة بـ 2 مليون شخص في غزة.

نسبة الانتهاكات في غزة

وفقًا لتقرير المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان لعام 2023، فإن نسبة السكان الذين تعرضوا لانتهاكات حقوق الإنسان في غزة هي 90% حيث يعاني ما يقرب من 2 مليون شخص من انتهاكات حقوق الإنسان في غزة، من أصل 2.2 مليون نسمة.

وتشير الأرقام إلى أن انتهاكات حقوق الإنسان هي مشكلة عالمية لا تزال منتشرة في جميع أنحاء العالم، ومع ذلك، فإن غزة تعاني من انتهاكات منهجية وشديدة، والتي تفاقمت بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض عليها.

نسبة البطالة تتجاوز الـ50%، ونحو 67% من السكان يعيشون تحت خط الفقر.. إنهم يواجهون نقصًا حادًا في المياه النظيفة والكهرباء، حيث تعاني البنية التحتية من الدمار الشامل بسبب القصف المتكرر. 

وفقًا لتقارير منظمات الطفولة، أكثر من 60% من الأطفال في غزة يعانون من آثار الصدمة النفسية بسبب الحروب المتكررة التي تجتاح المنطقة. 

يتعرضون للقتل والجرح والتشويه، وتُسلب فرصهم في التعليم والاستكمال لطفولة طبيعية وآمنة. 

وفي ظل هذه الأوضاع المأساوية، يبقى المجتمع الدولي صامتًا ومتخاذلاً، الوعود المتكررة بتحسين الأوضاع وإنهاء الحصار لم تؤتِ ثمارها.. القادة العالميون ينظرون بصمت إلى معاناة الشعب الفلسطيني في غزة، ويفتقرون للعزم والإرادة للتصدي لانتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة التي تحدث هناك.

وتناقش "جسور بوست"، وضع حقوق الإنسان في اليوم العالمي لحقوق الإنسان مع خبراء عرب ودوليين، وتأخذ غزة نموذجًا..

مواقف هلامية: حقوق الإنسان وردود الفعل الغربية على العدوان الإسرائيلي في  غزة – المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية

 وجهة نظر العرب في سويسرا

في حديث مع الإعلامي سعيد السبكي، رئيس تحرير تايم نيوز أوروبا بالعربي، قال إن اليوم العالمي لحقوق الإنسان يُعد مناسبة هامة تحظى بالاهتمام العالمي، حيث يتم الاحتفال به في العديد من الدول كتعبير عن التزام العالم بحقوق الإنسان والكرامة الإنسانية.

وفي ظل الأحداث الأخيرة والاعتداءات المستمرة على قطاع غزة، يتزايد الاهتمام بآراء العرب المقيمين في سويسرا تجاه هذا اليوم العالمي والقضايا المرتبطة به، وقد تكون الاعتداءات المستمرة على قطاع غزة والأحداث الإنسانية المرتبطة بها لها تأثير كبير على آراء العرب المقيمين في سويسرا بشأن اليوم العالمي لحقوق الإنسان، حيث إن عدم الاستجابة الكافية لهذه القضية يمكن أن يؤثر على الثقة والمشاركة في الفعاليات المرتبطة باليوم العالمي لحقوق الإنسان في سويسرا. 

وأضاف في تصريحات لـ"جسور بوست"، هناك اتجاهات مختلفة، حيث يرى العديد من العرب في سويسرا أن الاعتداءات المستمرة على غزة تمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، ويعتبرون اليوم العالمي لحقوق الإنسان فرصة للتعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين وللضغط على المجتمع الدولي للتصدي لتلك الاعتداءات والعمل على إيجاد حلول سلمية وعادلة، وكذلك يعتبر البعض في الجالية العربية في سويسرا أن اليوم العالمي لحقوق الإنسان يمثل فرصة للتعبير عن آرائهم ومواقفهم بحرية، بما في ذلك قضايا العدالة الاجتماعية والسياسية في الشرق الأوسط، فيعتبرون هذا اليوم فرصة للتواصل مع المجتمع المحلي والتعبير عن آرائهم بشأن الأحداث الجارية في غزة وحقوق الإنسان بشكل عام.

No description available.

سعيد السبكي

واستطرد، يعتبر البعض في الجالية العربية في سويسرا أن سويسرا لديها دور هام في دعم حقوق الإنسان والعمل على حل النزاعات الدولية والتوجه نحو السلام، هم ينظرون إلى اليوم العالمي لحقوق الإنسان كفرصة للتأكيد على أهمية دور سويسرا في تعزيز حقوق الإنسان والعدالة الدولية والسعي للسلام في المناطق المتأثرة بالنزاعات. 

وأتم، بناءً على وجهات النظر المختلفة، يمكن توجيه بعض التوصيات لتعزيز مشاركة العرب في سويسرا في اليوم العالمي لحقوق الإنسان وتعزيز الوعي بقضايا حقوق الإنسان، فيجب تعزيز الجهود في سويسرا لتوعية الجمهور بقضايا حقوق الإنسان في العالم، بما في ذلك الأحداث الجارية في غزة، ويمكن تنظيم ندوات ومحاضرات وفعاليات تثقيفية لتسليط الضوء على قضايا العدالة والسلام والحقوق الإنسانية، كما يجب تشجيع الحوار المفتوح والبناء بين الجالية العربية والمجتمع المحلي في سويسرا، وهذا يتطلب فهم واحترام وجهات نظر العرب المقيمين في سويسرا بشأن اليوم العالمي لحقوق الإنسان تعاونًا وحوارًا مستمرًا.

حقوق الإنسان بين النظرية والتطبيق 

من جانبه، علق رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان بليبيا، الدكتور عبدالمنعم الحر، بقوله، إن العالم يحتفل في يوم 10 ديسمبر بحلول الذكرى الخامسة والسبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والذي يعد الوثيقة الدولية التاريخية، التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بنفس التاريخ سنة 1948 م، وهو إعلان عالمي للحقوق والحريات الأساسية لجميع البشر، بغض النظر عن العرق أو الجنس أو الدين أو اللغة أو أي وضع آخر، ويتكون الإعلان من 30 مادة، تتناول مجموعة واسعة من الحقوق والحريات، بما في ذلك الحق في الحياة والحرية والأمن الشخصي، والحق في المساواة أمام القانون، والحق في الحرية الدينية، والحق في التعليم، والحق في العمل، والحق في التمتع بمستوى معيشي لائق.. لقد كان الإعلان العالمي لحقوق الإنسان خطوة مهمة في مسار تعزيز حقوق الإنسان في العالم، وقد ساهم في نشر الوعي بأهمية هذه الحقوق، كما ساعد في تطوير العديد من الوثائق القانونية الدولية الأخرى التي تحمي حقوق الإنسان.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"جسور بوست"، على الرغم من أهمية الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، فإن هناك فجوة كبيرة بين نصوصه النظرية وتطبيقها في مجال حقوق الإنسان، ففي العديد من البلدان حول العالم، لا تزال هناك انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، مثل التمييز العنصري والتمييز ضد المرأة وانتهاكات حقوق الإنسان في سياق النزاعات المسلحة، وهناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى هذه الفجوة بين النظرية والتطبيق منها عدم وجود إرادة سياسية قوية لاحترام حقوق الإنسان. 

واستطرد، في العديد من البلدان، لا تزال الحكومات تركز على تحقيق أهدافها الاقتصادية أو السياسية على حساب حقوق الإنسان، أيضًا ضعف المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، ففي العديد من البلدان، تفتقر المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان إلى الموارد والصلاحيات اللازمة لضمان احترام حقوق الإنسان، وكذلك الافتقار إلى الوعي بحقوق الإنسان، ففي العديد من البلدان، لا يزال هناك جهل كبير بحقوق الإنسان، ما يسهل على الحكومات والجهات الأخرى انتهاكها.

وأضاف، تُعد الذكرى السنوية الـ75 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان فرصة للاحتفال بالإنجازات التي تحققت في مجال حقوق الإنسان، وللتذكير بأهمية هذه الحقوق، وللدعوة إلى اتخاذ إجراءات لتعزيزها وضمان احترامها في جميع أنحاء العالم. 

وفي هذا الصدد، أطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان حملة "حقوق الإنسان 75" التي تهدف إلى تعزيز الوعي بحقوق الإنسان وضمان احترامها في جميع أنحاء العالم، وهناك إشكالية لا يجب علينا إغفالها في سباق حديثنا وهي ازدواجية تطبيق مواد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، هي مشكلة عالمية تؤثر على جميع الدول، بما في ذلك الدول الكبرى، حيث تعتبر حرب غزة الحالية مثالا صارخا على ازدواجية تطبيق مواد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، لقد تم انتهاك العديد من الحقوق الأساسية لسكان غزة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية، مع القليل من الانتقاد أو المساءلة من الدول الكبرى. 

الدكتور عبدالمنعم الحر

وأتم، من المهم أن تستمر الجهود لتعزيز احترام حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، يجب على الدول الكبرى أن تلتزم بتطبيق مواد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بشكل متساوٍ، بغض النظر عن العرق أو الدين أو أي وضع آخر، لا يزال هناك الكثير مما يجب القيام به لتعزيز حقوق الإنسان في العالم، ولكن الذكرى السنوية الـ75 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان هي فرصة للدعوة إلى اتخاذ إجراءات لضمان احترام هذه الحقوق لجميع البشر.

إسرائيل تتحدى الأمم المتحدة

قال رئيس المرصد التونسي لحقوق الإنسان، مصطفى عبدالكبير، إن الغطرسة والتجبر والتكبر والتعنت الإسرائيلي وعدم التزامها باحترام كل مبادئ القانون الدولي، هو تحد صارخ وواضح للأمم المتحدة وكل هيئاتها ومؤسساتها على أساس أنها دولة خارجة عن المنظومة والنسب الدولي، وباعتبار ما تقوم به للولايات المتحدة الأمريكية وعدة دول أوروبية ودول أخرى منها العربية والإسلامية تجاهها في توفير كل ما تحتاجه، فهي تصادر قرارات وتتحفظ على لوائح الإدانة، وتسخر لها مجلس الأمن من أجل توفير كل مبررات الإفلات من العقاب وعظم الالتزام بالشريعة الدولية قصد إرساء سياسة توسعية للكيان في الشرق الأوسط.

وأضاف في تصريحات لـ"جسور بوست"، إن هيئة الأمم المتحدة تتخاذل في ضمان حق الشعوب في تقرير مصيرها، وفي ضمان حق الحماية للشعب الفلسطيني الأعزل، وهي مسؤولية تقع على عاتق المجتمع الدولي، وكل هيئاته ومؤسساته، ومع الاحتفال بهذا التاريخ وهذا الإعلان في ظل ما يشهده العالم من مآسٍ إنسانية وانتهاكات جسيمة، وفي ظل المجاهرة بسياسة الإفلات من العقاب من ما تصدره هيئة الأمم المتحدة من قوانين وقرارات، أصبح هناك رأي عام على المستوى الشعبي في جميع أنحاء العالم رافض للمزيد من انتهاكات حقوق الإنسان وازدواجية المعايير.

وأتم، كيف لا والعالم يتفنن في الانتهاكات الصارخة وفي تمجيد الجرائم وسفك الدماء؟ كما أن العاشر من ديسمبر أيضًا هو الذكرى الثلاثين لإنشاء مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، والتي لها اليد الطويلة في رصد وتوثيق وكتابة التقارير التي تحدد المسؤوليات وتشخص الجرائم وتكييف الإدانات، غير أنها تعيش حالة عزلة وعدم إيلاء ما تقوم به أهمية قصوى في ملاحقة جرائم الكيان الصهيوني.

مصطفى عبدالكبير

مستقبل منظمات حقوق الإنسان

وقال الحقوقي الفلسطيني محمود الحنفي: “إنه وبعد عقود على تأسيس الأمم المتحدة وفي اليوم العالمي لحقوق الإنسان، باتت هناك مجموعة من الأسئلة مرتبطة بمستقبل هذه المنظومة وطريقة عملها وقدرتها على إعمال حقوق الإنسان وليس فقط الترويج لها من حيث حمايتها واتخاذ القرارات والإجراءات والإنفاق المالي اللازم لحمايتها، والمعيار هنا هو القضية الفلسطينية، وبالنسبة للصراع العربي الإسرائيلي هناك إخفاق كبير جدًا في عمل هذه المنظومة وذلك مرتبط بعقبات رئيسية تحول دون إعمال حقوق الإنسان منها على سبيل المثال طريقة عمل مجلس الأمن الدولي، لا يوجد فيها عدل ومساواة، تستخدم الدول سلاح النقض "الفيتو" لإعاقة أي إمكانية لتطبيق قرارات حقوقية، وإذا أردنا أن تنجح تلك المنظمات فهناك ضرورة لإزالة الظلم في طريقة تعامل مجلس الأمن.

وأضاف في تصريحات لـ"جسور بوست"، هناك عقبات أخرى مرتبطة بالدول الغربية حيث تسمح لنفسها لفترات طويلة بما لم تبحه للدول الضعيفة والفقيرة، سمحت لنفسها بمواجهة الاحتلال النازي وكانت هناك مقاومة بلجيكية وروسية، وهذا أمر غير متاح للفلسطينيين، أيضا هناك نظرة أحادية للأمور وأخرى مرتبطة بتوزيع الثروات في العالم واحتكار لها بشكل غير مادي مرتبط بالرأس مالية العالمية والتمويل المشروط وغيرها، هناك غياب للعدالة في توزيع الثروات في البلدان، وأداء الأمم المتحدة في معالجة تلك المشكلات ضعيف جعل الأمر هزليا إذا تحدثنا عن أن هناك حقوق إنسان.

محمود الحنفي

واستطرد، هناك سبب آخر حال دون إعمال حقوق الإنسان وهو مرتبط بالصراع العربي الإسرائيلي، وبتقييمنا هو عقبة كبيرة في التطبيق، حيث لم يعالج لأن الغرب هو من صنع مشروع الاحتلال الإسرائيلي، ولذا لا يراد أن تتأثر أو تضعف أو تنهزم، نحن نواجه مشكلة في مسألة حقوق الإنسان وأصبحنا نشعر بعدم المصداقية، كيف يدعون إلى احترام حقوق الإنسان بينما ينكرون على الفلسطينيين حقوقهم.

وأتم، كيف يُسمح لإسرائيل بالدفاع عن نفسها دون احترام المواثيق الدولية وحقوق الإنسان، ولكن يظل تحقيق حقوق الإنسان هو مطلب وهو أكثر طرق الرفاهية، أيضًا نحن بحاجة في المنطقة العربية إلى إصلاح ودعم الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، ورغم أن الأوروبيين قد فقدوا مصداقيتهم بهذا الخصوص فإن حقوق الإنسان مرتبطة بثقافتنا وحاجاتنا ويجب أن يكون الاحتفال باليوم الدولي لحقوق الإنسان لتقييم الأمر.
 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية