تحديات 2024.. تعزيز الوعي وتعليم الجيل القادم ضرورة للحفاظ على البيئة
تحديات 2024.. تعزيز الوعي وتعليم الجيل القادم ضرورة للحفاظ على البيئة
يواجه العالم تحديات بيئية هائلة في عام 2024، تهدد استدامة كوكبنا وجودة حياة الأجيال القادمة.
ويعد التعليم والتوعية البيئية أداة حيوية لتغيير سلوكياتنا وتحقيق التنمية المستدامة، ولتمكين الأجيال القادمة بالمعرفة والوعي بأهمية الحفاظ على البيئة يمثل استثمارًا حقيقيًا في مستقبل مستدام.
وفي هذا التقرير، نناقش ونستكشف تحديات تعزيز الوعي البيئي وتعليم الجيل القادم في عام 2024 وأهمية تحقيق التنمية المستدامة.
وكان عام 2023 حافلاً بالتحديات البيئية المستعرة، حيث ارتفعت درجات الحرارة العالمية بشكل مقلق، وتجاوزت المعدلات التاريخية بنسبة تصل إلى 1.2 درجة مئوية، وقد أدى ذلك إلى زيادة تكرار الأحداث المناخية المدمرة، مثل الأعاصير والفيضانات والجفاف.
ووفقًا للإحصائيات، شهدنا ارتفاعًا ملحوظًا في حدوث الكوارث الطبيعية، حيث بلغ إجمالي الخسائر الاقتصادية الناجمة عنها أكثر من 100 مليار دولار.
ويتجاهل البعض تأثير النشاط البشري على البيئة، لكن الأرقام والإحصائيات تروي قصةً مختلفة.
نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي وصلت إلى مستويات قياسية بلغت 420 جزءًا في المليون، ما يعني زيادة في الاحتباس الحراري وتغير المناخ.
وتُظهر الأرقام أن 70% من التلوث البلاستيكي في البحار يعود إلى الأنشطة البشرية، وأن نحو 80% من الغابات الاستوائية قد تم تدميرها بسبب توسع الزراعة وتجارة الأخشاب.. ويعاني العديد من الشعوب والجماعات الأصلية من فقدان الموارد الطبيعية التي تعتبر مصدرًا أساسيًا لثقافتهم ونمط حياتهم.
ووفقًا لتقرير حقوق الإنسان البيئية لعام 2023، تم تسجيل أكثر من 300 حالة قتل للنشطاء البيئيين والمدافعين عن حقوق البيئة في جميع أنحاء العالم، ما يشير إلى تصاعد حالات العنف والتهديدات التي يواجهها هؤلاء الأفراد بسبب نضالهم من أجل الحفاظ على البيئة.
ويواجه التعليم البيئي في عام 2024 عدة تحديات، من بينها تأمين الموارد المالية والتدريب المستمر للمعلمين وتطوير المناهج الدراسية المتكاملة، وقد يكون من الصعب تخصيص ميزانيات كافية لتطوير برامج تعليمية شاملة تغطي مجموعة واسعة من المواضيع البيئية.. بالإضافة إلى ذلك، توفير التدريب المستمر للمعلمين لتمكينهم من نقل المعرفة والوعي البيئي إلى الطلاب بطرق فعالة وملهمة.
وتلعب تكنولوجيا المعلومات والاتصالات دورًا حاسمًا في تعزيز التوعية البيئية وتعليم الجيل القادم ومع ذلك، تواجه المجتمعات التحديات في الوصول إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتوفير البنية التحتية اللازمة لتطبيقها في التعليم.
ومن التحديات أيضًا ما يواجهه التعليم البيئي في التوافق مع العوامل الاجتماعية والثقافية، وقد يواجه المفهوم البيئي المستدام مقاومة في بعض المجتمعات أو يتعارض مع الممارسات التقليدية.
ويرى خبراء هاتفتهم “جسور بوست” أنه وفي ظل تحديات عام 2024 في التعليم والتوعية البيئية، ينبغي علينا أن نولي اهتمامًا كبيرًا لتعزيز الوعي البيئي وتعليم الجيل القادم حول أهمية الحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة، كما يجب توفير الموارد المالية والتدريب المستمر للمعلمين وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات اللازمة، والتعامل مع التحديات الاجتماعية والثقافية بحكمة وتفهم.
تحقيق التعليم البيئي وتوعية الطلاب
قال أستاذ الاقتصاد بالجامعة الأمريكية، جمال القليوبي، إن بناء الأجيال القادمة وتسليحهم بالعلم هو أمل الكوكب في النجاة، وهذا التعليم لا بد من أن ترافقه توعية، وتوفير التكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تعليم الجيل القادم له أهمية كبيرة ودور حاسم في تحقيق التعليم البيئي وتوعية الطلاب بأهمية الحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة، ويعطي توفير التكنولوجيا المعلوماتية والاتصالية للطلاب إمكانية الوصول إلى المعرفة الشاملة والمحتوى التعليمي من جميع أنحاء العالم، كما يمكن الوصول إلى الموارد التعليمية عبر الإنترنت وتطبيقات التعلم الذكي والمحتوى التفاعلي، ما يوفر للطلاب فرصة لاستكشاف وتعلم المزيد عن القضايا البيئية والتحديات التي تواجه كوكبنا.
وأضاف القليوبي في تصريحات لـ"جسور بوست": يمكن للتكنولوجيا المعلوماتية والاتصالية أن تسهم في تعزيز التفاعل والمشاركة الطلابية في المواضيع البيئية من خلال استخدام التطبيقات والمنصات التعليمية الرقمية، فيمكن للطلاب المشاركة في مناقشات ومشاريع جماعية والتعاون مع زملائهم في مختلف أنحاء العالم، أيضًا تساعد التكنولوجيا في تحفيز الطلاب وجعل عملية التعلم أكثر إثارة وتشويقًا، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات تمكن الطلاب من التعلم الذاتي واكتساب المهارات والمعرفة بشكل مرون.
واستطرد: يمكن للطلاب الوصول إلى الموارد التعليمية عبر الإنترنت في أي وقت ومن أي مكان، ما يتيح لهم فرصة للتعلم بوتيرة خاصة بهم وفقًا لاحتياجاتهم الفردية، كما توفر تقنيات الذكاء الاصطناعي لتخصيص المحتوى التعليمي وفقًا لقدرات ومستوى فهم الطلاب، وتتيح فرصًا للتواصل والتعاون بين الطلاب والمعلمين والمجتمعات المحلية والعالمية، ويمكن للطلاب التواصل مع خبراء ونشطاء بيئيين والاستفادة من خبراتهم وتوجيهاتهم في مجالات البيئة والتنمية المستدامة، وللطلاب التعاون مع بعضهم بعضاً في مشاريع بيئية والعمل معًا للوصول إلى حلول مبتكرة للتحديات البيئية.
جمال القليوبي
وأتم: تُستخدم التطبيقات والألعاب التعليمية لتوعية الطلاب بأهمية الحفاظ على البيئة وإتاحة الفرص للتفاعل مع البيئة بشكل أكثر تفصيلاً وتفاعلًا، أيضًا استخدام التكنولوجيا لرصد وتتبع المؤشرات البيئية وتقييم تأثير الأنشطة البشرية على البيئة، بشكل عام، توفير التكنولوجيا المعلوماتية والاتصالية في تعليم الجيل القادم يمكن أن يسهم في تعزيز التفاعل والمشاركة، وتمكين التعلم الذاتي، وتعزيز الوعي البيئي، وتوفير فرص التواصل والتعاون، كما تلعب التكنولوجيا دورًا حاسمًا في تهيئة الطلاب لمواجهة التحديات البيئية في المستقبل والمساهمة في بناء عالم أكثر استدامة.
تحديات ولكن
وقال عميد كلية الاقتصاد جامعة الأزهر، الدكتور محمد يونس، إنه عندما يتعلق الأمر بتحديات التعليم والتوعية البيئية في الوطن العربي، فهناك عدة جوانب تجب مراعاتها، وتعتبر قلة الوعي البيئي ونقص التوعية القائمة في الوطن العربي تحديًا رئيسيًا، ووفقًا لتقرير "التقدم نحو أهداف التنمية المستدامة" الصادر عن الأمم المتحدة تبلغ نسبة الوعي البيئي في العالم العربي نحو 46% فقط هذا يشير إلى الحاجة الملحة لتعزيز التوعية البيئية في المناهج التعليمية وتدريب المعلمين والتركيز على تطوير برامج توعية بيئية شاملة، ويعاني الوطن العربي من نقص في بنية التعليم البيئي، بما في ذلك قلة المناهج والموارد المتاحة ونقص التدريب المتخصص للمعلمين في مجال التعليم البيئي، وفقًا لتقرير اليونسكو حول تقييم التعليم لأهداف التنمية المستدامة في العالم العربي لعام 2020، ويوجد نقص حاد في الكتب المدرسية والمواد التعليمية المتاحة في مجال البيئة، وهناك حاجة إلى توفير مزيد من الموارد والتسهيلات لتعزيز التعليم البيئي في المنطقة.
وأضاف يونس، في تصريحات لـ"جسور بوست": يواجه الوطن العربي تحديات بيئية متنوعة تؤثر على جودة الحياة والتنمية المستدامة في المنطقة، من بين هذه التحديات تلوث المياه والهواء، ونقص الموارد المائية، وتدهور التنوع البيولوجي، والتصحر، وتغير المناخ، هذه التحديات تتطلب توفير برامج تعليمية مبتكرة وفعالة تسهم في رفع الوعي وتمكين الطلاب لاتخاذ إجراءات بيئية إيجابية، كما يعاني العديد من النظم التعليمية في الوطن العربي من ضيق الوقت والموارد المخصصة للتعليم البيئي.
وعن الحلول قال إن هناك بعض الحلول المطروحة لتحديات التعليم والتوعية البيئية في الوطن العربي، منها التركيز على قضايا البيئة المحلية والعالمية، ويمكن تضمين الأنشطة العملية، مثل الرحلات الميدانية والتجارب العلمية، لتعزيز التفاعل والفهم العميق للمفاهيم البيئية، كذلك توفير التدريب والتثقيف المستمر للمعلمين بشأن التعليم والتوعية البيئية. ويمكن تنظيم ورش العمل والدورات التدريبية وتقديم محتوى بيئي مبتكر وتفاعلي للطلاب.
الدكتور محمد يونس
وأتم: يمكن استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT) لتعزيز التعليم والتوعية البيئية، عن طريق استخدام البرامج التعليمية عبر الإنترنت والتطبيقات الهاتفية والألعاب التعليمية لجعل عملية التعلم أكثر تفاعلية وشيقة، مثل الصور والفيديوهات والمحاكاة، لتوضيح المفاهيم البيئية الصعبة وتشجيع الطلاب على المشاركة النشطة.