"المواصي".. منطقة نزوح إنساني قصفتها إسرائيل عمداً لقتل الأبرياء

"المواصي".. منطقة نزوح إنساني قصفتها إسرائيل عمداً لقتل الأبرياء

استيقظ الفلسطينيون صباح اليوم السبت، على مجزرة جديدة ارتكبتها إسرائيل في منطقة المواصي، والتي أعلنتها "منطقة نزوح إنسانية"، حيث قتل ما لا يقل عن 71 فلسطينيا وأصيب 289 آخرين.

وهذه ليست المجزرة الأولى بالمنطقة، ففي مايو الماضي، ارتكبت القوات الإسرائيلية مجزرة قتل فيها حوالي 20 شخصا، وقتها، خرجت إسرائيل تنفي شن غارة على المنطقة، وأن الجيش سيفتح تحقيقا في غارة أخرى استهدفت مدينة رفح.

في المجزرة الثانية، قال الجيش الإسرائيلي، إن الغارات الجوية على المواصي، كانت تستهدف قائد كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، محمد الضيف.

وزعمت صحيفة "إسرائيل هيوم"، أن قائد لواء خان يونس، رافع سلامة، كان رفقة الضيف وقت الهجوم، بينما تنفي حركة حماس في بيان رسمي استهداف الضيف، قائلة إن هذا الإعلان يأتي للتغطية على المجزرة.

ومنطقة المواصي عبارة عن شريط رملي ضيق يمتد على الخط الساحلي من جنوب غرب مدينة دير البلح وسط القطاع، مرورا بغرب خان يونس حتى غرب رفح، وتمثل أقل من خمس مساحة قطاع غزة.

تزدحم المواصي، بأكثر من 400 ألف شخص بحسب تصريح لمفوض الأونروا، فيليب لازاريني، في مايو الماضي، قال إنهم يعيشون ظروفا إنسانية قاسية، حيث تفتقر المنطقة إلى أدنى مقومات الحياة الأساسية نتيجة الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ أكتوبر 2023.

وتنتشر في المواصي خيام النازحين عشوائيا، حيث لا يمكن العثور على مكان فارغ بسبب النفايات التي تخرج منها روائح كريهة وحشرات وقوارض، من دون إمكانية وجود أي جهد لمكافحتها.

"منطقة نزوح إنساني"

يواجه النازحون في منطقة المواصي ومحيطها مخاطر بيئية وصحية كارثية، جراء تكدس أطنان النفايات في ظل عجز البلديات عن القيام بمهامها، بسبب الحصار الإسرائيلي الخانق، ومنع إدخال الوقود والآليات والمعدات اللازمة لعملها.

في هذه المنطقة صغيرة المساحة، يعيش النازحون وضعا مأساويا ونقصا كبيرا في الموارد الأساسية، مثل الماء والغذاء والصرف الصحي والرعاية الطبية.

ويواجه أهالي غزة النازحون الذين يعيشون داخل الخيام المصنوعة من النايلون والقماش المهترئ أوضاعا مأساوية، بسبب ارتفاع درجات الحرارة.

ويعتمد معظم النازحين في منطقة المواصي على مياه البحر القريبة للاستحمام، نظرا لصعوبة الوصول إلى المياه النظيفة في ظل الظروف القاسية التي يواجهونها منذ اندلاع الحرب في أكتوبر الماضي.

ويعتمد الغزيون في الغالب على مياه الشرب المتوفرة في مناطق وسط القطاع مثل مدينة دير البلح، حيث يقطعون مسافات طويلة للحصول على بضعة لترات منها، بسبب عدم توفر مياه نظيفة هناك.

الآلاف يستخدمون مرحاضاً واحداً

في ظل العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة تعيش منطقة المواصي وضعا إنسانيا صعبا.

وبحسب منظمة "أوكسفام"، لا يوجد في المواصي سوى 121 مرحاضا، أي يضطر آلاف إلى مشاركة مرحاض واحد فقط.

وذكرت المنظمة الدولية في بيان لها، أنه "لا يُسمح سوى بدخول 19% فقط من 400 ألف لتر وقود، اللازمة يوميا لإنقاذ العملية الإنسانية في قطاع غزة، بما في ذلك النقل، وتوفير الماء النظيف، والتخلص من ماء الصرف الصحي، وهذه العمليات لا تتم بشكل يومي".

وفي ظل الحرب، يواجه أكثر من مليون شخص في قطاع غزة المجاعة والموت بحلول منتصف يوليو المقبل، وفق بيان لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية