وسط مواقف متباينة لترامب وبايدن.. ما هو "مشروع 2025" المثير للقلق في أمريكا؟

وسط مواقف متباينة لترامب وبايدن.. ما هو "مشروع 2025" المثير للقلق في أمريكا؟

لا تزال ردود الفعل على نجاة دونالد ترامب من محاولة الاغتيال تتواصل، ويتسابق المحللون والمتابعون على الإدلاء بدلوهم في توقعات الأحداث المستقبلية المرتبطة بالحادث الذي جذب أنظار العالم كله.

ليس المحللون وحدهم من يهتمون بتبعات الحادث، ففي عرضه الساخر الذي أقيم، السبت الماضي، في منيابوليس بولاية مينيسوتا، قال الأمريكي، بيل ماهر، عن الرئيس السابق والمرشح الرئاسي، دونالد ترامب، إنه "الوغد الأكثر حظا على وجه الأرض"، وذلك تعليقا على نجاته من محاولة اغتيال تعرض لها خلال خطاب كان يلقيه في تجمع انتخابي بمدينة باتلر بولاية بنسيلفانيا.

وعلى بعد أكثر من ألف و600 كيلومتر من مكان وقوع الحادث الذي سيدخل التاريخ الأمريكي من بابه العريض، وقف الكوميدي، بيل ماهر، في مسرح أورفيوم أمام جمهوره مصرحا أنه لم يعد يهم من سيكون المرشح الرئاسي من الحزب الديمقراطي لأن من حاول الاغتيال قد "ألحق ضررا كبيرا باليسار".

وفي السياق، نشرت وسائل الإعلام الأمريكية والأجنبية الكثير من التقارير التي تطرح تساؤلات عن مدى تأثير حادث الاغتيال على فرص فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية. ويبدو أن هناك إجماعا بأن حظوظ ترامب للوصول إلى البيت الأبيض باتت أوفر، وفقا لصحيفتي الغارديان وبوليتيكو.

كان اللافت للنظر خلال عرض ماهر الكوميدي هو ذكره باختصار لـ"مشروع 2025" والذي قال عنه إنه ثورة أمريكية جديدة ستكون من دون دماء طالما سمح الليبراليون بذلك، ما دفع البعض للتساؤل عن خطة "مشروع 2025" ومن المسؤول عنها؟ وما علاقتها باحتمالات فوز ترامب بولاية ثانية؟.

مشروع 2025

"مشروع 2025" هو اختصار لـ"مشروع الانتقال الرئاسي لعام 2025" التابع لمؤسسة هيريتيج، وهو مركز أبحاث ذو ميول يمينية في العاصمة الأمريكية واشنطن.

يهدف المشروع الذي دون تفاصيله أكثر من 350 محافظا بارزا في أكثر من 900 صفحة إلى تجهيز خطط تتماشى مع القناعات اليمينية، والتي ستطبق على أرض الواقع فور تولي الرئيس المحافظ المقبل مقاليد السلطة عند الساعة 12 ظهرا يوم 20 يناير 2025.

ويفيد الموقع الرسمي لـ"مشروع 2025" بأن فوز المحافظين في الانتخابات لا يكفي، إذ يتوجب إعداد أجندة ووضع موظفين ذوي كفاءات عالية في المكان المناسب لإنقاذ البلاد من قبضة اليسار منذ اليوم الأول لإدارة الجمهوريين للبلاد.

ويعمل المشروع، الذي قالت عنه مجلة رولينغ ستون، إنه خطة "مرعبة"، على إنشاء قاعدة بيانات للموالين لترامب المحافظين يتم اختيارهم وتدريبهم بالمهارات والمعرفة الأساسية والخبرة في مجال الحكامة ليكونوا جاهزين في اليوم الأول لتعزيز الأفكار المحافظة في الحكومة الفيدرالية.

ويتطرق المشروع إلى عدد من القضايا التي تشغل الأمريكيين وهي كالتالي:

الإجهاض

ويهدف المشروع إلى استخدام كل وسيلة حكومية ممكنة لمنع الوصول إلى الإجهاض وتقييد رعاية الصحة الإنجابية، وإلغاء موافقة إدارة الغذاء والدواء على أدوية الإجهاض شائعة الاستخدام، مثل الميفيبريستون.

كما يهدف إلى الحد من إمكانية الوصول إلى خيارات منع الحمل الطارئة مثل حبوب الصباح التالي وبعض وسائل منع الحمل مثل اللولب، وحل فريق العمل المعني بالوصول إلى الرعاية الصحية الإنجابية الذي أنشأته إدارة بايدن واستبداله بتوجيهات على مستوى الحكومة تروج للسياسات المناهضة للاختيار.

المناخ

وفي قضية المناخ يهدف المشروع إلى التراجع عن لوائح الحفاظ على البيئة وعكس كل التقدم الذي أحرزته إدارة بايدن في مكافحة أزمة المناخ

وتفكيك قانون الحد من التضخم، وزيادة استخراج الوقود الأحفوري من الأراضي العامة، وإلغاء برامج الطاقة النظيفة، وإلغاء وكالة حماية البيئة

الهجرة

وفي قضية الهجرة يرمي المشروع إلى إلغاء التأشيرات التي تمنح الوضع القانوني للمهاجرين ضحايا الجريمة والاتجار بالبشر، والاعتقال الجماعي وترحيل المهاجرين غير الشرعيين، وتقييد الأهلية لطلبات اللجوء وفرض رسوم لتقديم الطلب، وإتمام إنشاء الجدار الحدودي.

آراء بايدن وترامب عن المشروع

بعدما أعلن رئيس مؤسسة التراث، كيفن روبرتس، في يوليو الجاري، عن أن الولايات المتحدة "في طور الثورة الأمريكية الثانية، والتي ستظل غير دموية إذا سمح اليسار بذلك"، حاول ترامب أن ينأى بنفسه عن "مشروع 2025".

وكتب ترامب في تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي تروث سوشيال "ليس لدي أي فكرة عمن يقف وراء ذلك، أنا لا أتفق مع بعض الأشياء التي يقولونها وبعض الأشياء التي يقولونها سخيفة، وسخيف للغاية أي شيء يفعلونه، أتمنى لهم التوفيق، لكن ليس لدي أي علاقة بهم".

غير أن وسائل الإعلام الأمريكية تشكك في ذلك، فقد ذكرت شبكة إن بي سي نيوز أن بعض كبار المسؤولين في إدارة ترامب السابقين منخرطون في صياغة هذا المشروع بشكل كبير، ومن بينهم مدير مكتب الإدارة والميزانية السابق، روس فوت، ووزير الدفاع السابق بالإنابة، كريستوفر ميلر، ووزير الإسكان والتنمية الحضرية السابق، بن كارسون، ونائب رئيس الأركان السابق، ريك ديربورن، ووزارة العدل السابقة، جين هاملتون.

وفي هذا الشأن، دق الديمقراطيون في الكونغرس، وحملة بايدن، ناقوس الخطر بشأن "مشروع 2025" منذ الإعلان عنه. 

وقال الرئيس جو بايدن في بيان صدر بعد نفي ترامب علمه بالمشروع، إنه "يحاول إخفاء صِلاته بأجندة حلفائه المتطرفة لمشروع 2025، مضيفا أن مشروع 2025 الذي كتبه مقربون من ترامب يجب أن يخيف كل أمريكي".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية