"انتظار الحرب" يضرب السياحة اللبنانية.. والخسائر تتجاوز 3 مليارات دولار

"انتظار الحرب" يضرب السياحة اللبنانية.. والخسائر تتجاوز 3 مليارات دولار

فقد قطاع السياحة اللبناني أحد شرايين حياته، على وقع طوابير المغتربين والسائحين الذين تسابقوا على قاعة المغادرة بمطار رفيق الحريري الدولي، فـ"انتظار رد حزب الله"، وما قد يتبعه من تصعيد داخل لبنان، الأمر الذي ترك أثره على مصدر الدخل الرئيسي للبنان.

واعتبر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، أمس الثلاثاء، أن "الانتظار الإسرائيلي على مدى أسبوع هو جزء من العقاب، هو جزء من الرد، هو جزء من المعركة"، مشيرا إلى أن الإسرائيليين اختاروا التصعيد.

وقال نصر الله في كلمته أن حزبه وإيران "ملزمان بالرد" على إسرائيل بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وقائد عمليات حزب الله فؤاد شكر "أيا تكن العواقب".

وبدأت عواقب "انتظار الرد" بالظهور منذ ليل الأحد الموافق 28 يوليو الماضي، عندما قررت شركات طيران إلغاء أو تأجيل رحلاتها إلى لبنان، بينما نصحت بعض السفارات الأوروبية والعربية، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، رعاياها بمغادرة الأراضي اللبنانية في أسرع وقت ممكن، لينعكس هذا التوتر الأمني على أهم مصادر الدخل في لبنان.

خسائر بقيمة 3 مليارات دولار

تعتمد ميزانية الحكومة اللبنانية بشكل أساسي على القطاع السياحي، إذ كانت تحقق سنويا، ما قبل الأزمة الاقتصادية عام 2019، حوالي 7 مليارات دولار، وفقا لرئيس نقابة القطاع السياحي في لبنان، جان البيروتي.

هذا المبلغ تراجع مع تدهور الوضع الاقتصادي وخسارة الليرة اللبنانية أكثر من 90% من قيمتها مقابل الدولار الأمريكي، ومع ذلك، نشطت حركة السياحة في العام 2023 حتى بدا وكأنه عام التعافي السياحي.

وفي الأشهر الـ10 الأخيرة، انقلبت الموازين، إذ خسر القطاع السياحي حوالي 3 مليارات دولار، بحسب البيروتي، وتشمل هذه الخسائر:

ويبدأ الموسم السياحي في لبنان رسميا في يوليو، حيث يعمل حاليا بنسبة 20% من طاقته فقط، مقارنة بـ50% العام الماضي، ليعلن المسؤولون في لبنان انتهاء الموسم السياحي رسميا مع التهديد بالحرب.

الفنادق تودع زوارها

لم يكن قطاع الفنادق نشطا خلال العام الجاري، نظرا للاشتباكات في جنوب لبنان وخوف السائحين من التوجه إلى بيروت، لكن التصعيد الأخير قضى نهائيا على هذا القطاع، وفقا لنقيب أصحاب الفنادق، بيار الأشقر.

واضطر المغتربين إلى قطع إجازاتهم بسبب تأجيل أو إلغاء بعض رحلات الطيران.

وبدلا من قضاء المغتربين نحو شهر أو أكثر في لبنان، أجبروا على المغادر بعد 10 أيام فقط، ما انعكس سلبا على حجوزات الفنادق في كافة أنحاء لبنان.

وسجلت المطاعم تراجعا بنسبة 40%، خاصة الموجودة خارج بيروت، أما الفنادق فتراجعت حجوزاتها بنسبة 60%، ومن المتوقع أن تزداد هذه النسبة في الأيام المقبلة.

وشهد مطار بيروت خلال الأسبوعين الأخيرين اكتظاظا في قاعة المغادرين، وذلك بعدما أعلنت شركات طيران عدة، منها الألمانية والفرنسية والتركية والكويتية، تأجيل أو إلغاء رحلاتها من وإلى العاصمة اللبنانية بيروت.

وافترش بعض المسافرين أرض المطار آملين في إعادة جدولة مواعيد سفرهم، أو التواصل مع المكاتب لتيسير أمورهم.

أما عدد المغادرين خلال هذه الفترة، فلا يزال مجهولا، حيث لم يكشف عنها المسؤولون بشكل رسمي حتى الآن.

ومن ناحيتها، قالت شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية، إنها لا تملك معلومات عن عدد المغادرين من مطار بيروت خلال الفترة الأخيرة.


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية