«يصعب التنبؤ بتداعياته».. يديعوت أحرونوت: اغتيال نصر الله زلزال في الشرق الأوسط
«يصعب التنبؤ بتداعياته».. يديعوت أحرونوت: اغتيال نصر الله زلزال في الشرق الأوسط
وصف المحلل الإسرائيلي المتخصص في الشؤون العربية، آفي يسخاروف، اغتيال أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، بأنه "زلزال هائل" في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن تداعيات هذا الحدث ستكون عميقة على المستويين الإقليمي والعالمي.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم السبت، تنفيذ عملية اغتيال نصر الله خلال الغارات التي استهدفت مقر القيادة المركزية للحزب في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت مساء أمس الجمعة.
ضربة غير مسبوقة
قال يسخاروف في مقاله في صحيفة "يديعوت أحرونوت": "نصر الله لم يكن مجرد زعيم، بل كان رائدًا في الجمع بين السياسة والمقاومة المسلحة. واغتياله يشكل ضربة هائلة لحزب الله وإيران، حيث كان يُعتبر نموذجًا ناجحًا في مواجهة إسرائيل".
وأضاف أن خسارة نصر الله تعد "غير مسبوقة" لحزب الله ولإيران التي وصفها بالداعم الأساسي له، ما يجعل هذا الاغتيال ضربة كبيرة لكل التنظيمات التي كانت تراه زعيمًا قادرًا على تحدي إسرائيل.
مسيرة نصر الله
استعرض يسخاروف مسيرة نصر الله منذ تسلمه قيادة حزب الله عام 1992 بعد اغتيال عباس موسوي، مشيرًا إلى تحوّل الحزب تحت قيادته من ميليشيا صغيرة إلى قوة عسكرية وسياسية هائلة في لبنان.
وركز الكاتب على العلاقة الوثيقة بين نصر الله والمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، التي ساهمت في تعزيز نفوذ الحزب إقليميًا.
كما أشار إلى أن نصر الله تمتع بقدرة فريدة على دمج حزب الله في النظام السياسي اللبناني، متغلبًا على حركات شيعية أخرى مثل "حركة أمل". وأبرز دور نصر الله في تعزيز نفوذ الحزب بعد انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان عام 2000، والحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006، ما أسهم في تعزيز مكانته على المستوى الإقليمي.
دور حزب الله في سوريا
تطرق يسخاروف إلى قرار نصر الله بإرسال مقاتلي حزب الله لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، واصفًا هذا القرار بـ"الخطوة الدراماتيكية" التي ساعدت في إنقاذ النظام السوري.
وذكر أن مقاتلي الحزب شاركوا في معارك متعددة على جبهات مختلفة، بما في ذلك اليمن والعراق والبحرين.
التداعيات المحتملة
بحسب يسخاروف، فإن اغتيال نصر الله سيترك فراغًا كبيرًا في قيادة حزب الله ويؤثر على الخريطة السياسية في لبنان والشرق الأوسط. وفي ما يتعلق بالقيادة المستقبلية للحزب، أشار الكاتب إلى أن الوريث المحتمل قد يكون هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، أو رئيس الهيئة الشرعية في الحزب محمد يزبك.
ورغم ذلك، يرى الكاتب أن اغتيال شخصية بمثل هذا الثقل سيخلق تداعيات طويلة الأمد على التنظيم وعلى إيران، التي ستحتاج إلى وقت لتعويض هذه الخسارة.