مسؤول أممي: 30 مليون سوداني بحاجة إلى المساعدات العاجلة

مسؤول أممي: 30 مليون سوداني بحاجة إلى المساعدات العاجلة
أوضاع مأساوية في السودان

حذّر نائب مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان، إدمور توندلانا، من أن الوضع في البلاد يزداد سوءًا مع استمرار القتال، ما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وزيادة أعداد النازحين. 

وأكد توندلانا، في مقابلة مع موقع "أخبار الأمم المتحدة"، الأربعاء، أن السودان يشهد واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، حيث يحتاج نحو 30 مليون شخص إلى المساعدات العاجلة، بزيادة قدرها 5 ملايين مقارنة بالعام الماضي.

وأوضح المسؤول الأممي أن السودان يعاني من "أزمة حماية" بسبب الثمن الباهظ الذي يدفعه المدنيون جراء الصراع، مشيرًا إلى ارتفاع الهجمات التي تستهدف السكان والبنية التحتية، بما في ذلك المنشآت الصحية. 

وأضاف أن عدد النازحين بلغ نحو 9 ملايين شخص، ما يشكل ما يقارب ربع السكان، وهو ما يعكس عمق الأزمة الحالية.

صعوبة إيصال المساعدات

أكد توندلانا أن المجاعة انتشرت بالفعل في خمس مناطق بالسودان، ومن المتوقع أن تواجه مناطق أخرى المصير ذاته بين ديسمبر 2024 ومايو 2025. 

وأشار إلى أن المناطق الأكثر تضررًا تشمل ولايات: دارفور، الجزيرة، الخرطوم، وكردفان، حيث تتفاقم الأوضاع بسبب استمرار القتال، مما يعوق وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين.

وضرب مثالًا بمعسكر زمزم في دارفور، حيث لم تتمكن الأمم المتحدة وشركاؤها من إيصال الإمدادات الإنسانية لفترة طويلة بسبب العنف المتواصل. 

وأكد أن الوضع يزداد تعقيدًا مع تصاعد القتال في ولايتي الجزيرة وكردفان، ما يضطر السكان إلى النزوح مجددًا.

جهود الإغاثة الإنسانية

رغم التحديات، تمكنت الأمم المتحدة وشركاؤها من تقديم مساعدات لحوالي 20 مليون شخص منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023. 

وفي عام 2024 وحده، تلقى أكثر من 13 مليون شخص مساعدات غذائية، بينما حصل 11 مليون شخص على مياه شرب آمنة، إضافة إلى توفير خدمات الرعاية الصحية والتغذية لملايين المحتاجين.

وأشار توندلانا إلى أن الأمم المتحدة أطلقت خطة استجابة إنسانية لعام 2025، مطالبة بتمويل قدره 4.2 مليار دولار لتوفير المساعدات لـ21 مليون شخص. 

وأوضح أن هذه المساعدات تحتاج إلى 0.50 دولار فقط يوميًا لكل فرد، مما يعكس الحاجة الملحة للدعم الدولي.

تحديات تواجه العمل الإنساني

كشف توندلانا عن عقبات رئيسية تعيق العمل الإنساني، أبرزها الوضع الأمني المتدهور، حيث يتعرض العاملون في المجال الإنساني للهجمات، فضلًا عن استهداف المرافق الإنسانية والمستشفيات. 

وأشار إلى العوائق البيروقراطية والإدارية التي تؤخر إصدار التأشيرات وتصاريح السفر، مما يعرقل وصول المساعدات إلى المناطق الأكثر احتياجًا.

وأوضح أن الجهات المسيطرة على مناطق النزاع، خاصة في دارفور، تفرض قيودًا إضافية، ما يحد من قدرة المنظمات الإنسانية على العمل. 

وأشار إلى المخاطر الناجمة عن وجود المتفجرات في مناطق الصراع، مما يجعل الوصول إلى بعض الفئات الأكثر تضررًا أمرًا بالغ الصعوبة.

دعوات لدعم السودان

شدد توندلانا على ضرورة احترام الحياة وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، مؤكدًا أن غياب السلام يجعل الجهود الإنسانية مقيدة بشدة. 

ودعا المجتمع الدولي إلى تقديم التمويل اللازم لتعزيز الاستجابة الإنسانية، إضافة إلى دعم الجهود الدبلوماسية لضمان وصول المساعدات ومحاسبة المسؤولين عن الفظائع المرتكبة ضد المدنيين. 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية