تغيير اسم متحف فنلندي إلى «نوتي» لدعم تطور العلاقات مع روسيا
تغيير اسم متحف فنلندي إلى «نوتي» لدعم تطور العلاقات مع روسيا
أزال متحف في فنلندا اسم "لينين" من عنوانه بعد تجديداته التي أجراها في السنوات الأخيرة، ليصبح اسمه (Nootti) "نوتي"، الذي يعني "المذكرة".
و كان المتحف، الذي يقع في تامبيريه على بعد 180 كيلومترًا شمال هلسنكي، يخصص في الماضي لعرض حياة الزعيم السوفياتي فلاديمير لينين، وفقا لتقرير نشرته “فرانس برس”.
وكان آخر متحف في أوروبا مخصص له، وبعد التغييرات التي أدخلت على المجموعات المعروضة، بات المتحف يركز الآن على تطور العلاقات بين فنلندا وروسيا على مرّ العصور، والتي تذبذبت بين فترات من الصداقة وأخرى من التوتر.
وكان المتحف الذي أقيم في المكان الذي احتضن أول لقاء جمع بين لينين والرئيس السوفيتي جوزيف ستالين في تامبيري الفنلندية، هو المتحف الوحيد من نوعه في دول الغرب.
تسليط الضوء على التوترات التاريخية
رغم أن تمثال لينين ما زال موجودًا في المتحف، فإن المعروضات قد تغيرت بشكل كبير، حيث تم التركيز على قطع أثرية مثل الأسلحة والملصقات والمجسمات التي تعكس التوترات بين البلدين على مرّ الزمن.
وفي تصريحات لمدير المتحف كالي كاليو، أكد أن هدف المتحف هو مساعدة الزوار على فهم التاريخ الفنلندي المرتبط ارتباطًا وثيقًا بتاريخ روسيا، مشيرًا إلى أن العلاقات الجيدة بين البلدين عادةً ما ترتبط بفترات من الازدهار الاقتصادي، في حين أن التوترات الاقتصادية كانت تزداد عندما كانت العلاقات سيئة.
كان المتحف قد تأسس عام 1946، وكان مخصصًا بالكامل لعرض تاريخ لينين، ولكن منذ عام 2016، قرر المتحف تغيير توجهاته ليشمل تاريخ الاتحاد السوفياتي والعلاقات بين فنلندا وروسيا، بعد أن لاحظ القائمون على المتحف أن الاسم القديم بات يثير الاستغراب بين الزوار.
وبعد أعمال التجديد، تم تغيير اسم المتحف إلى "نوتي" (Nootti)، الذي يعني "المذكرة"، وهي أداة مراسلات دبلوماسية، ليعكس بذلك تطور العلاقات الثنائية بين البلدين منذ استقلال فنلندا عام 1917.
الأحداث البارزة
يتمحور المتحف الآن حول سرد تاريخي شامل يشمل فترات توتر وحروب، مثل الحرب الشتوية بين فنلندا والاتحاد السوفياتي في عام 1939، بالإضافة إلى تناول تداعيات الحقبة السوفياتية.
ويتناول مصير الفنلنديين السوفيات خلال فترة حكم ستالين، ما يعطي الزوار فرصة لفهم العلاقة المعقدة بين فنلندا وروسيا عبر العقود.
ويركز المتحف على الرد على محاولات روسيا لاستخدام التاريخ كأداة للتأثير السياسي، ويؤكد مدير المتحف أهمية مواجهة الأساليب الروسية في تقديم سرد تاريخي مشوه كجزء من حملات الدعاية، مشيرًا إلى أن المتحف يسعى لتقديم الحقائق والبحث الأكاديمي لتوفير سياق تاريخي دقيق.
التأثيرات الجيوسياسية
في ظل التوترات الحالية، انضمت فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي في أبريل 2024 بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، ما أثر بشكل كبير على العلاقات بين البلدين، كما أغلقت فنلندا حدودها مع روسيا في ديسمبر 2023 ردًا على تدفق اللاجئين عبر الحدود.
هذه الأحداث تُضاف إلى سياق تاريخي معروض في المتحف، حيث تبرز الدراجات الوردية التي استخدمها اللاجئون عبر الحدود، وهو رمز لتلك الفترات المشحونة تاريخيًا.
من خلال هذه المراجعة التاريخية الشاملة، يهدف المتحف إلى تعزيز فهم الزوار لتقلبات العلاقات بين فنلندا وروسيا، ويسعى إلى أن يكون مكانًا للتعلم والتأمل في التاريخ والجغرافيا السياسية المعاصرة.