«أوتشا»: أكثر من 200 منشأة طبية خارج الخدمة في دارفور

«أوتشا»: أكثر من 200 منشأة طبية خارج الخدمة في دارفور
نازحون سودانيون- أرشيف

أكّد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أن الوضع الصحي في ولاية شمال دارفور بالسودان، وخاصة في الفاشر ومخيمات النازحين المحيطة، يزداد سوءًا بشكل خطِر، موضحًا أن استمرار الأعمال العدائية أدى إلى موجات نزوح متتالية، ما أثقل كاهل النظام الصحي الهش أصلًا، وعجزه عن تلبية -حتى- أبسط احتياجات السكان.

وأوضح المكتب، في آخر تحديث له، أمس الثلاثاء، أن أكثر من 200 منشأة صحية في الفاشر أصبحت خارج الخدمة، في ظل نقص حاد في الكوادر الطبية والأدوية والإمدادات الأساسية المنقذة للحياة، كما أكد المكتب أن الشركاء الإنسانيين يبذلون جهودًا لإدخال المساعدات الطبية، لكن انعدام الأمن وقيود الوصول يعوقان عمليات الإغاثة بشدة، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

مستشفيات لا تعمل

وأفادت منظمة الصحة العالمية بأن أكثر من 70% من المستشفيات والمرافق الصحية في السودان لم تعد تعمل، ما حرم الملايين من الرعاية الطبية الضرورية.

وأشارت المنظمة الأممية إلى أن الهجمات المتكررة على المنشآت الصحية منذ اندلاع النزاع أدت إلى تفاقم الأزمة، حيث تم تسجيل ما يقارب 150 هجومًا، مع احتمال أن يكون العدد الفعلي أعلى من ذلك بكثير.

وجدّد مكتب أوتشا مناشدته لأطراف النزاع بضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام، محذرًا من التداعيات الخطرة لغياب الرعاية الصحية على المدنيين. 

وشدد على ضرورة حماية السكان المتضررين، وتوفير الاحتياجات الأساسية لضمان بقائهم على قيد الحياة.

معاناة من الصراع

يعاني السودان -للعام الثاني- استمرار الصراع العنيف بين الجيش، بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، ما أدى إلى مقتل أكثر من 20 ألف شخص، مع احتمال أن يكون العدد الفعلي أكبر بسبب غياب الإحصاءات الرسمية.

كما تسبب القتال في دمار واسع بالعاصمة الخرطوم، وتصاعد العنف العرقي، وتشريد أكثر من 14 مليون سوداني، بينهم أكثر من مليون لجؤوا إلى دول مجاورة، خاصة مصر وتشاد.

ورغم توقيع عدة اتفاقيات هدنة، بوساطات دولية من الولايات المتحدة والسعودية، لم تصمد أي منها طويلًا. كما تبذل كل من منظمة "إيغاد" والاتحاد الإفريقي جهودًا للوساطة، لكن دون تحقيق اختراق حقيقي في الأزمة.

مع استمرار القتال وعدم التزام الأطراف بتعهداتهم بوقف إطلاق النار أو السماح بإدخال المساعدات، تحذر المنظمات الإنسانية من أن السودان يواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، في بلد كان يعاني الفقر حتى قبل اندلاع الحرب.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية