غوتيريش: التعددية في خطر والصراعات تتفاقم وسط تفاقم الفجوة الاقتصادية

أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن التعددية تواجه هجوماً غير مسبوق، في وقت تتزايد فيه الصراعات وتتعمق، ملحقة خسائر بشرية هائلة، في حين تتفاقم الفجوة الاقتصادية، حيث تتفوق ثروة قلة من الرجال على ثروة نصف سكان العالم.

جاء ذلك خلال كلمته يوم الجمعة في جامعة لوفن ببلجيكا، التي منحت الأمم المتحدة شهادة الدكتوراه الفخرية بمناسبة الذكرى الـ600 لتأسيس الجامعة، حيث شدد غوتيريش على ضرورة إعادة إحياء روح التعددية لمواجهة التحديات الراهنة وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

تصاعد الصراعات وغياب الحلول

تطرق الأمين العام إلى أربع قضايا محورية لمواجهة التحديات الحالية عبر حلول مشتركة، كان أبرزها إيجاد مسارات للسلام في عالم يزداد انقساماً.

وفي هذا السياق، أشار غوتيريش إلى التصعيد في غزة، موضحاً أن الهجمات الإرهابية التي شنتها حماس في 7 أكتوبر 2023 تسببت في إطلاق إسرائيل عمليات عسكرية غير مسبوقة من حيث حجم الدمار والخسائر البشرية، وأعرب عن غضبه الشديد من الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي أودت بحياة المئات، إلى جانب مقتل موظف أممي وإصابة خمسة آخرين إثر قصف استهدف دار ضيافة تابعة للأمم المتحدة في دير البلح، كما أشار إلى مقتل خمسة موظفين من الأونروا هذا الأسبوع، ليرتفع عدد ضحايا الأمم المتحدة إلى 284 موظفاً.

وأكد غوتيريش أن وقف إطلاق النار كان قد منح بعض الأمل بتخفيف معاناة الفلسطينيين، لكنه انهار مجدداً، مضيفاً: "التصعيد ليس الحل.. لا يوجد حل عسكري لهذا الصراع".

ودعا إلى استعادة وقف إطلاق النار، وإعادة إدخال المساعدات الإنسانية دون قيود، والإفراج عن جميع الرهائن فوراً ودون شروط، مشدداً على ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة لتحقيق حل الدولتين، بحيث تعيش إسرائيل وفلسطين جنباً إلى جنب في سلام وأمن، مع القدس عاصمة لكلتا الدولتين.

السودان.. نزيف مستمر

وفي حديثه عن الوضع في السودان، أشار غوتيريش إلى اتساع رقعة العنف والنزوح والمجاعة، مطالباً الأطراف المتحاربة بـاتخاذ خطوات عاجلة لحماية المدنيين، وضمان احترام حقوق الإنسان، ووقف الأعمال العدائية، كما شدد على ضرورة تمكين آليات الرصد المحلية والدولية من توثيق الانتهاكات الجارية.

عدالة اقتصادية ومناخية وتكنولوجية

إلى جانب الصراعات، حذر غوتيريش من اتساع فجوة اللامساواة عالمياً، مؤكداً أن ميثاق المستقبل يدعو إلى تحفيز اقتصادي شامل لمساعدة الدول على تحقيق التنمية المستدامة، كما شدد على أن مواجهة أزمة المناخ مسؤولية أخلاقية وبقاء للبشرية، داعياً إلى تضامن عالمي للحد من الانبعاثات والتكيف مع التغيرات المناخية.

وفيما يتعلق بالتكنولوجيا، أكد غوتيريش أن على البشر الاحتفاظ بالسيطرة عليها بما يراعي حقوق الإنسان والقيم الأخلاقية، مشدداً على أن التكنولوجيا يجب أن تخدم البشرية، لا أن تتحكم بها.

وفي ختام كلمته، دعا غوتيريش الحاضرين إلى التصدي للظلم، ورفض اللامبالاة، واختيار الأمل، مشيراً إلى أن كل جيل يواجه لحظات حاسمة، لكن الأجيال الحالية تمتلك الأدوات والمعرفة والوعي العالمي لمواجهة التحديات.

وخلال تسلمه شهادة الدكتوراه الفخرية، قال غوتيريش: "يشرفني قبولها باسم الأمم المتحدة، وأكرّسها لرجال ونساء المنظمة الذين يعملون بلا توقف في كل مكان حول العالم".

جامعة لوفن الكاثوليكية تعرف أيضاً باسم جامعة لوفان هي جامعة مقرها مدينة لوفان بإقليم الفلاندرز البلجيكي، ولغة الدراسة بها هي الهولندية، وتعد أقدم جامعة كاثوليكية ما زالت قائمة.

تصنف الجامعة باستمرار من بين أفضل 100 جامعة في العالم من خلال جداول الترتيب الرئيسية
وعلى الرغم من كونها كاثوليكية في التراث، تعمل الجامعة بشكل مستقل عن الكنيسة، كما أنها مفتوحة للطلاب من مختلف الأديان.