انخفاض حاد في طلبات اللجوء بألمانيا نتيجة تشديد سياسات الهجرة
انخفاض حاد في طلبات اللجوء بألمانيا نتيجة تشديد سياسات الهجرة
أعلنت الحكومة الألمانية، اليوم الثلاثاء، انخفاضًا كبيرًا في عدد طلبات اللجوء خلال العام الماضي، معتبرة ذلك نتيجة مباشرة لتشديد سياسات الهجرة، في وقت لا تزال هذه القضية في صلب النقاشات لتشكيل حكومة جديدة بقيادة المحافظ فريدريش ميرتس.
وأوضحت وزيرة الداخلية، نانسي فيزر، العضو في الحزب الاشتراكي الديمقراطي بقيادة المستشار أولاف شولتس، أن بلادها أحرزت "تقدمًا كبيرًا" في مكافحة الهجرة غير الشرعية، ما أدى إلى انخفاض عدد طلبات اللجوء إلى 229,751 طلبًا خلال عام 2024، مقارنة بـ329,120 طلبًا في عام 2023، وفق وكالة "فرانس برس"
واستمر هذا الاتجاه التنازلي منذ مطلع العام الحالي، حيث سجلت السلطات انخفاضًا بنسبة 43% في طلبات اللجوء خلال الشهرين الأولين مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
ورغم هذا الانخفاض، لا تزال طلبات اللجوء المسجلة خلال العام الماضي أعلى من الأرقام المسجلة في السنوات الست التي سبقت عام 2023، ما يعكس استمرار الضغط على النظام الألماني للهجرة.
مكافحة الهجرة غير الشرعية
في مواجهة تصاعد نفوذ اليمين المتطرف خلال الانتخابات الأخيرة، شددت حكومة شولتس المنتهية ولايتها سياسات الهجرة، لا سيما من خلال تعزيز الرقابة على الحدود.
ومنذ سبتمبر 2024، وسّعت ألمانيا الضوابط الحدودية التي كانت مطبقة منذ 2023 مع بولندا وتشيكيا وسويسرا، لتشمل جميع منافذها الحدودية، إضافة إلى التدابير القائمة منذ سنوات مع النمسا.
وأظهرت البيانات الرسمية أن هذه الإجراءات أدت إلى اعتقال نحو 2000 مهرب، فيما زاد عدد عمليات الترحيل بنسبة 55% خلال العامين الماضيين، بحسب تصريحات وزيرة الداخلية.
الهجرة في النقاشات السياسية
يعد ملف الهجرة أحد أكثر القضايا حساسية في المشهد السياسي الألماني، خاصة في ظل المفاوضات الجارية بين المحافظين والاشتراكيين الديمقراطيين لتشكيل الحكومة المقبلة.
ويسعى الطرفان إلى تشديد القوانين المتعلقة بحق اللجوء، وسط ضغوط سياسية متزايدة من الأحزاب اليمينية المتطرفة التي استغلت القضية في حملاتها الانتخابية.
وبرز موضوع الهجرة بشكل لافت خلال الانتخابات التشريعية في 23 فبراير شباط 2025، على خلفية سلسلة من الهجمات التي ارتكبها أجانب، ما زاد من تعقيد النقاشات حول سياسة الهجرة في البلاد.
التعامل مع أزمات اللاجئين
لطالما كانت ألمانيا الوجهة الرئيسية لطالبي اللجوء في أوروبا، حيث استقبلت أكثر من مليون لاجئ خلال أزمة اللجوء بين عامي 2015 و2016، معظمهم من سوريا وأفغانستان.
واستقبلت البلاد منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير شباط 2022 نحو 1,252,954 لاجئًا أوكرانيًا، وفقًا للبيانات التي نُشرت يوم الثلاثاء.
وفي ظل هذه المعطيات، يبقى مستقبل سياسة الهجرة في ألمانيا رهينًا بالمفاوضات السياسية الجارية، وسط تزايد الضغوط الداخلية والخارجية لإيجاد حلول متوازنة بين استقبال اللاجئين ومكافحة الهجرة غير الشرعية.