وزير التجارة الأمريكي: الوظائف المفقودة لن تعود رغم الاستثمار في التصنيع
وزير التجارة الأمريكي: الوظائف المفقودة لن تعود رغم الاستثمار في التصنيع
اعترف وزير التجارة الأمريكي، هاوارد لوتنيك، بأن العمال الأمريكيين لن يستعيدوا الوظائف التي فقدوها في قطاع التصنيع، على الرغم من استراتيجية إدارة ترامب القائمة على فرض تعريفات جمركية مشددة على معظم الواردات.
جاء ذلك في مقابلة تلفزيونية بثت هذا الأسبوع، حيث أقر لوتنيك بصراحة بأن التحول نحو الأتمتة في المصانع الجديدة سيحول دون إعادة خلق عدد كبير من فرص العمل التقليدية التي كانت تمثل عصب الاقتصاد الصناعي في الولايات المتحدة، وفق صحيفة "الإندبندنت".
ورغم هذا الإقرار، وعد الوزير الأمريكي بـ"تدفق تريليونات الدولارات إلى داخل البلاد"، على شكل استثمارات في بناء مصانع جديدة، قائلاً إن العمال الأمريكيين سيشاركون في بناء وتشغيل هذه المنشآت خلال الأشهر والسنوات القادمة.
إلا أنه حذّر من أن بناء المصانع يستغرق وقتًا طويلاً، وأن ذلك لن يؤدي إلى خفض فوري في أسعار السلع للمستهلك الأمريكي، وهو أحد الأهداف التي رُوج لها من قبل الإدارة.
أتمتة الإنتاج وتقليص العمالة
وأجاب لوتنيك بـ"نعم" حين سُئل إن كانت المصانع الجديدة ستكون مؤتمتة، مشيرًا إلى أن من بين الفوائد المرجوة من خطة التصنيع الأمريكية أتمتة عمليات إنتاج أجهزة آيفون، وهو ما سيقلل الاعتماد على "جيش من ملايين" العمال في مصانع آبل بالخارج، على حد وصفه.
ورأى في ذلك فرصة لتقليل الاعتماد على سلاسل التوريد العالمية، بما يخدم "الأمن القومي الأمريكي"، كما وصفه.
ورغم التراجع المتوقع في الوظائف اليدوية داخل خطوط التجميع، أشار لوتنيك إلى أن الولايات المتحدة قد تشهد زيادة في الطلب على الوظائف الفنية المتوسطة، مثل فنيي التدفئة والتكييف والميكانيكيين وغيرهم، في ظل التوسع المرتقب في مشاريع البنية التحتية والمصانع.
تعريفات موضع جدل
وقدم الوزير، كما عدد من مسؤولي إدارة ترامب، فرض الرسوم الجمركية كجزء من رؤية استراتيجية قومية تهدف إلى إجبار الشركات العالمية على نقل عملياتها إلى داخل الولايات المتحدة، إلا أن عدم اتساق قرارات الإدارة بشأن التعريفات أثار شكوك كثير من الخبراء والمراقبين.
وبينما شدد الرئيس دونالد ترامب على أن الحواجز التجارية "ستكون دائمة"، لمح عدد من وزرائه، بينهم لوتنيك، إلى إمكانية التوصل إلى اتفاقات مع دول أجنبية قد تؤدي إلى خفض أو إلغاء بعض هذه الحواجز.
ويرى مراقبون أن تعهدات الإدارة، على الرغم من طموحها، تفتقر إلى خطة تنفيذ واضحة ومحددة زمنياً.
وأشار النقاد إلى أن غموض السياسات التجارية قد يثني المستثمرين عن اتخاذ خطوات فورية نحو إنشاء المصانع داخل الولايات المتحدة، ما يهدد فاعلية الاستراتيجية برمتها في إعادة تنشيط قطاع التصنيع المحلي.