فاطمة حسونة.. «عين غزة» التي عاشت توثق الألم وماتت شاهدة عليه
فاطمة حسونة.. «عين غزة» التي عاشت توثق الألم وماتت شاهدة عليه
بعد سنوات من العمل الصحفي وأشهر طويلة من المعاناة وسط الركام في قطاع غزة، غادرت المصورة الصحفية الفلسطينية فاطمة حسونة القطاع شهيدة، بعدما خلفت وراءها إرثا كبيرا من العمل والجهد الذي وثقت به العديد من الجرائم الإسرائيلية بحق شعب فلسطين.
استشهدت فاطمة حسونة في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلها في حي التفاح شرقي غزة، ما أسفر عن مقتلها مع 10 من أفراد أسرتها.
أُطلق على حسونة لقب "عين غزة" نظراً لعملها المتميز في توثيق الحياة اليومية في قطاع غزة عبر صورها، التي نقلت معاناة الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال.
درست حسونة وسائط متعددة في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، وعملت مع العديد من المؤسسات الإعلامية الإنسانية بما في ذلك "Untold Palestine" و"مؤسسة تامر" ووكالة "Mondoweiss".
شاركت في معارض دولية مثل "غزة حبيبتي" و"SAFE"، ونُشرت أعمالها على موقع The Guardian. كانت حسونة قاصة وصحفية، وعُرفت بقدرتها على نقل القصص الإنسانية المؤثرة من قلب غزة.
خسارة للصحافة الفلسطينية
في بيان أصدره مركز حماية الصحافيين الفلسطينيين، تم نعي حسونة باعتبارها أحد أبرز الصحفيين الذين فقدوا حياتهم خلال العدوان الإسرائيلي الأخير.
وأكد المركز أن حسونة كانت مبدعة في تغطية الانتهاكات الإسرائيلية، وأن أعمالها الصحفية كان لها تأثير كبير في نقل الواقع الإنساني للأحداث الجارية في غزة.
استشهاد 212 صحفياً
وبحسب توثيق المركز، ارتفع عدد الصحفيين الذين استشهدوا في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى نحو 212 صحفياً، ما يمثل رقماً غير مسبوق في تاريخ النزاعات الحديثة.
ويعتبر الهجوم على منزل حسونة خرقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2222 الذي يطالب بحماية الصحافيين أثناء النزاعات.
ودعا المركز المجتمع الدولي إلى فتح تحقيق فوري في الحادث ومحاسبة المسؤولين عنه، مشدداً على ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لضمان سلامة الصحفيين وتمكينهم من أداء عملهم بحرية، بما يتوافق مع المعايير الدولية.