الأمم المتحدة: نزوح نصف مليون فلسطيني في غزة وسط كارثة إنسانية
الأمم المتحدة: نزوح نصف مليون فلسطيني في غزة وسط كارثة إنسانية
أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن التصعيد العسكري في قطاع غزة لا يزال يخلف آثارًا مدمرة على السكان المدنيين، تشمل الموت والتشريد والانهيار الواسع للبنية التحتية الحيوية.
وقدّر شركاء الأمم المتحدة في العمل الإنساني أن نحو 500 ألف شخص اضطروا للنزوح منذ الثامن عشر من مارس الماضي، إضافة إلى مئات الآلاف الذين هجّروا مرارًا خلال الشهور الماضية.
وفقًا لبيان نشره موقع الأمم المتحدة، الأربعاء، كشف العاملون في المجال الإغاثي أن الإمكانات اللوجستية باتت شبه معدومة، مشيرين إلى نفاد الخيام من مخازن التوزيع في أنحاء القطاع، ففي بلدة بني سهيلا بمدينة خان يونس جنوب القطاع، لم تحصل الأسر النازحة حديثًا سوى على عدد محدود من البطانيات وقطع من القماش المشمع، دون توفير مأوى حقيقي يحميها من تقلبات الطقس أو ظروف التشرد القاسية.
مواقع النزوح
زار فريق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، الأسبوع الماضي، عدة مواقع نزوح في خان يونس، وأفاد بأن الغالبية العظمى من النازحين يعيشون في ملاجئ مزدحمة وسط نقص حاد في المأوى والغذاء والمياه والدواء.
وأكد التقرير أن الحالة المعيشية للنازحين تتدهور بسرعة مع اتساع رقعة النزوح.
سجّل شركاء الأمم المتحدة ارتفاعًا خطِرًا في معدلات سوء التغذية الحاد بين سكان القطاع، خاصة الأطفال، حيث انخفض عدد المستفيدين من برامج التغذية التكميلية بأكثر من الثلثين خلال شهر مارس وحده، وتثير هذه الأرقام مخاوف متزايدة بشأن إمكانية حدوث مجاعة واسعة النطاق.
عرقلة إسرائيلية للمهام الإنسانية
أفادت الأمم المتحدة بأن القيود الإسرائيلية على الوصول الإنساني تعوق بشكل خطِر عمليات إمداد المستشفيات والمراكز الصحية بالمواد الطبية الضرورية، ما يعرض حياة آلاف المرضى للخطر.
وأضاف مكتب التنسيق الإنساني أن السلطات الإسرائيلية رفضت، اليوم، أربع بعثات إنسانية من أصل ست تم التنسيق بشأنها، من بينها واحدة كانت تهدف إلى جلب الوقود من معبر رفح، رغم الحاجة الملحة له.
رغم انعدام الأمن وعرقلة الإمدادات، واصلت الوكالات الإنسانية جهودها لإغاثة السكان، حيث تُعدّ المطابخ المجتمعية أكثر من مليون وجبة يوميًا، فإن هذه الكمية لا تغطي سوى جزء ضئيل من احتياجات سكان غزة البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة، والذين بات أغلبهم يعتمد كليًا على المساعدات للحصول على الغذاء.
دعوة لاحترام القانون
دعت الأمم المتحدة إلى ضرورة الالتزام الصارم بالقانون الدولي الإنساني، مؤكدة أهمية حماية المدنيين، بمن فيهم عمال الإغاثة والطواقم الطبية ومنشآتهم، وضمان تلبية احتياجات السكان الأساسية في جميع الأوقات.
يذكر أن إسرائيل استأنفت في 18 مارس الماضي عملياتها العسكرية ضد قطاع غزة، منهيةً بذلك هدنة هشة استمرت لنحو شهرين كانت قد بدأت في يناير الماضي بوساطة مصرية قطرية أمريكية، ونفذت سلسلة غارات جوية مكثفة وأحزمة نارية على عدة مناطق في القطاع مع إحكام الحصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية.
أسفرت الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة منذ أحداث السابع من أكتوبر لعام 2023 عن استشهاد أكثر من 51 ألف شخص وإصابة أكثر من 116 ألفًا، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقًا لبيانات وزارة الصحة في غزة، والتي تعدها الأمم المتحدة موثوقة وسط أزمة واحتياجات إنسانية هائلة.