"بي بي سي": المراهقون يتعرضون لمحتويات خطيرة على مواقع التواصل

"بي بي سي": المراهقون يتعرضون لمحتويات خطيرة على مواقع التواصل
مواقع التواصل الاجتماعي

كشف تحقيق نشرته هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، اليوم الخميس، حجم الخطر الرقمي الذي يتعرض له المراهقون على منصات التواصل الاجتماعي، حيث كشف عن تعرضهم لمواد تتناول الأسلحة، والعنف، والتنمر، والانتحار، وحتى إيحاءات جنسية، وذلك خلال دقائق فقط من بدء استخدامهم مواقع مثل تيك توك، ويوتيوب، وإنستغرام.

وأجرى الصحفيان في هيئة الإذاعة البريطانية، آندي هوارد وهارييت روبنسون، تجربة عملية أنشآ خلالها ستة حسابات وهمية لأطفال تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عامًا، واستخدما المنصات لمدة 10 دقائق يوميًا على مدار أسبوع. 

وأظهرت النتائج أن حتى الحسابات التي لم تبحث عن محتوى ضار، كانت تتلقى اقتراحات مرعبة تلقائيًا، وهو ما وصفه خبير السلامة الرقمية ديفيد رايت بأنه "مقلق، لكنه غير مفاجئ".

المنصات تدافع عن نفسها

وفي ردودها، أشارت تيك توك وإنستغرام إلى وجود قيود تلقائية لحسابات الأطفال، بينما أفاد يوتيوب بأنه وسّع حماية المراهقين مؤخرًا.. إلا أن مضمون النتائج يعكس قصورًا واضحًا في كبح المحتوى الضار.

وأظهر التحقيق أن المستخدمين الوهميين تلقوا منشورات تدعو للتعاطف مع الانتحار، ووصلوا إلى محتويات حول "كيفية إخفاء جثة" و"أنواع الأسلحة وتأثيرها"، بل حتى صور ذات إيحاءات جنسية من مجرد بحث بريء مثل "طبعة جلد النمر". 

وفي بعض الحالات، ظهر محتوى يوثق جرائم قتل فعلية، أو يقترح مقاطع فيديو مثل "اللحظات الأخيرة قبل الموت"، و"جريمة مصورة بالكاميرا".

تفاصيل مقلقة للحسابات

تلقى المراهقون محتويات خطيرة على منصات التواصل، حيث تلقت صوفي، 15 عامًا، منشورات عن التنمر والانتحار، واطلعت على صور شواهد قبور، وفيديوهات عن إيذاء النفس والإساءة الأسرية، وتلقت عائشة، 13 عامًا، محتوى ذي طابع جنسي بعد بحث بريء، كما صادفت فيديو يُحاكي إطلاق نار في مدرسة.

كما تلقت مايا، 15 عامًا، محتويات عن جرائم قتل واعتداءات، بينها فيديوهات تقول "كل أصدقائك يكرهونك"، و"آخر لحظاتها حيّة"، فيما شاهد آش، 15 عامًا، فيديوهات عن تأثير الأسلحة، وكيفية إخفاء الجثث والمخدرات، وهو ما جعله الحساب الأكثر إثارة للقلق.

دعوات للرقابة والمساءلة

أعادت النتائج الجدل حول مدى التزام الشركات التكنولوجية بحماية المستخدمين القُصّر، وطرحت تساؤلات خطيرة عن آلية الخوارزميات التي تدفع بهذا النوع من المحتوى، حتى عند غياب البحث المباشر عنه.

وكشف التحقيق عن أزمة صامتة تتربص بملايين المراهقين، حيث تفتح وسائل التواصل أبوابًا غير مرئية نحو محتوى قاتم لا يتناسب مع أعمارهم، وسط غياب رقابة فعّالة من شركات التكنولوجيا. 

ودعت بي بي سي إلى مناقشة واسعة حول حماية الأطفال في الفضاء الرقمي، مؤكدة أن هذه المشكلة تتطلب تحركًا عاجلًا من الحكومات والمنصات على حد سواء.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية