إيطاليا تطالب بوقف الهجمات على غزة: "كفى معاناة"
إيطاليا تطالب بوقف الهجمات على غزة: "كفى معاناة"
صعّدت الحكومة الإيطالية، اليوم السبت، من نبرتها تجاه إسرائيل، مطالبة بوقف فوري للهجمات العسكرية الدامية على قطاع غزة، في ظل التدهور الحاد للأوضاع الإنسانية وتزايد أعداد الضحايا المدنيين جراء القصف الإسرائيلي المستمر منذ أشهر.
وأعلن وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني، خلال زيارة إلى جزيرة صقلية، "كفى هجمات على غزة"، مضيفًا أن "معاناة الشعب الفلسطيني بلغت حدًا لا يُطاق"، وفق وكالة "فرانس برس".
ونقل المتحدث باسم تاياني تصريحاته التي أطلقها أمام حشد سياسي في مدينة نوتو، قائلاً: "دعونا نصل إلى وقف لإطلاق النار ونُفرج عن الرهائن، ولكن لندع هذا الشعب يعيش بسلام، إنه شعب وقع ضحية حماس".
مطالبة بتحقيق السلام
شدد تاياني خلال خطابه على ضرورة إنهاء دوامة العنف، وقال: "لقد قمتم بالرد، وضمنتم أمنكم واستقلالكم، ولكن الآن آن الأوان لتحقيق السلام"، في إشارة إلى الرد الإسرائيلي الواسع النطاق الذي خلّف آلاف القتلى في غزة، بينهم أعداد كبيرة من النساء والأطفال، بحسب تقارير إنسانية أممية.
وسّع الجيش الإسرائيلي، فجر السبت، نطاق عملياته العسكرية في قطاع غزة، مؤكدًا نيته "إلحاق الهزيمة الكاملة بحركة حماس".
وأعلن الدفاع المدني في القطاع مقتل عشرة أشخاص في قصف ليلي عنيف، يأتي ضمن سلسلة غارات متواصلة منذ عدة أيام، أدت إلى دمار هائل في مناطق مدنية وتهجير مئات الآلاف من السكان.
تصريحات متشددة من نتنياهو
رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الانتقادات الدولية المتزايدة، وأكد في تصريحات سابقة أن "الجيش سيدخل غزة بكل قوته"، مشيرًا إلى أن "استكمال العملية" يعني "هزيمة حماس وتدميرها بالكامل".
وتأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد الغضب الدولي من حجم المجازر، وأزمة الحصار التي يواجهها أكثر من مليوني إنسان في القطاع المحاصر.
واندلعت الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع من أكتوبر 2023، عقب هجوم واسع نفذته حركة حماس على جنوب إسرائيل.
ومنذ ذلك الحين، يعيش القطاع في ظل حصار خانق وقصف يومي، خلّف دمارًا واسعًا في البنية التحتية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس ومخيمات النازحين.
وأثارت طريقة إدارة الحرب الإسرائيلية انتقادات شديدة من منظمات حقوقية وحكومات أوروبية، بينها إسبانيا وأيرلندا وبلجيكا، طالبت بوقف فوري لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية عاجلة.
جهود أوروبية متباينة
برز موقف إيطاليا كجزء من تحرك أوروبي متزايد للضغط على إسرائيل، لكن التباين لا يزال واضحًا داخل الاتحاد الأوروبي.
وفي حين تتبنى بعض الدول مواقف صارمة تجاه الانتهاكات الإسرائيلية، تتردد دول أخرى في اتخاذ إجراءات مباشرة، ما يعكس انقسامًا حادًا داخل الدبلوماسية الأوروبية بشأن الحرب في غزة.