مرصد حقوقي: شاحنات دخلت غزة محمّلة بالأكفان بدلاً عن الطعام
مرصد حقوقي: شاحنات دخلت غزة محمّلة بالأكفان بدلاً عن الطعام
أعلن رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، رامي عبده، أن اثنتين من بين خمس شاحنات دخلت إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، كانتا محمّلتين بالأكفان، في مشهد وصفه بأنه دليل على "التحضير لموت جماعي".
وأكد عبده، وهو ناشط حقوقي، في بيان للمرصد، الاثنين، أن تلك الأكفان تم إرسالها عبر الأمم المتحدة من قِبل دولة عربية لم يُكشف عن اسمها، مشدداً على أن هذا النوع من "المساعدات" لا يُعبر عن أي استجابة إنسانية حقيقية، بل يعكس حجم التدهور الذي بلغه الوضع داخل القطاع المحاصر.
وأوضح البيان، أن غزة "لا يتم إطعامها بل دفنها"، معتبراً أن الاستجابة الإقليمية والدولية باتت عاجزة عن معالجة الانهيار الإنساني المتفاقم.
دخول محدود للمساعدات
سمحت السلطات الإسرائيلية، في اليوم ذاته، بمرور 5 شاحنات فقط إلى قطاع غزة، في أول مرة منذ نحو 3 أشهر، وذلك بعد حصار خانق فرضته إسرائيل عقب تصاعد المواجهات في القطاع.
وحملت الشاحنات موادَّ غذائية أساسية، بينها أغذية للأطفال ومواد طبية ومنتجات إغاثية محدودة، إلا أن منظمات إنسانية أكدت أن هذه الكمية تمثل "نقطة في بحر" مقارنة مع الاحتياجات اليومية لأكثر من مليوني إنسان في القطاع الذي يعيش ظروفاً إنسانية قاسية منذ سنوات.
وجاء هذا التطور في وقت تصاعدت فيه التحذيرات من مجاعة وشيكة بسبب النقص الحاد في الإمدادات الغذائية والدوائية والوقود، بعد توقف شبه كامل لحركة المساعدات.
تحذيرات من كارثة إنسانية
وصف منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، توم فليتشر، السماح بدخول الشاحنات الخمس بأنه "خطوة إيجابية" لكنها غير كافية.
وشدد فليتشر في بيان رسمي، على ضرورة فتح المعابر بشكل منتظم ودائم، والسماح بتدفق كميات كبيرة من المساعدات دون قيود، وإلا فإن الوضع الإنساني مرشح لمزيد من التدهور الخطر.
وحذّر كذلك من أن استمرار الحصار، وغياب تدخل دولي فعال، قد يدفع بالقطاع إلى حافة المجاعة، خاصة مع الانهيار التام للقطاعات الصحية والغذائية، وانعدام الأمن الغذائي لدى غالبية السكان.
أزمة إنسانية متفاقمة
فرضت إسرائيل حصارًا بريًا وبحريًا وجويًا على قطاع غزة منذ عام 2007، وتقيّد بشدة دخول وخروج البضائع والسكان، ما تسبب في انهيار البنية التحتية وتفاقم الأوضاع المعيشية.
وشهد القطاع في الأشهر الأخيرة تصعيداً عسكرياً عنيفاً أدى إلى تدمير مساحات واسعة من البنية التحتية المدنية، وإجبار آلاف العائلات على النزوح القسري، وسط نقص حاد في الملاجئ والمساعدات.
وتواصل منظمات إنسانية ودولية، بينها الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، التحذير من أن الوضع في غزة لم يعد يحتمل التأجيل، ويتطلب فتح ممرات آمنة، وتدخلًا دوليًا عاجلاً.