استشهاد 23 فلسطينياً إثر قصف إسرائيلي على مناطق متفرقة من غزة

استشهد 23 مدنياً على الأقل، بينهم أطفال ونساء، وأُصيب عشرات آخرون، في سلسلة من الغارات الإسرائيلية التي طالت مناطق متفرقة في شمال ووسط وجنوب قطاع غزة، اليوم الأربعاء، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية. 

وأفادت الوزارة أن العدد مرشح للارتفاع بسبب الإصابات الخطِرة وفقدان آخرين تحت الأنقاض، في ظل تواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا".

وقالت "وفا"، إن القوات الإسرائيلية "ارتكبت مجزرتين مروعتين" في شمال ووسط قطاع غزة، راح ضحيتهما 15 شخصاً من عائلتين، سقطوا داخل منازلهم في لحظات مفاجئة دون سابق إنذار، ما يعكس استمرار استهداف المدنيين داخل مناطق سكنية.

استهداف عائلات كاملة

قصفت طائرات الاحتلال منزل عائلة العربيد في حي الصفطاوي شمال مدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد 9 أفراد من العائلة، من بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى إصابة 15 آخرين بجروح متفاوتة. 

وسادت حالة من الذعر بين سكان الحي عقب الغارة، مع تواصل عمليات البحث عن ناجين تحت أنقاض المنزل المدمر.

واستهدفت غارة جوية أخرى منزل عائلة عقيلان في مدينة دير البلح وسط القطاع، ما أدى إلى استشهاد 6 أفراد من العائلة، من دون أن تتمكن فرق الإنقاذ من إخراج جميع الضحايا فوراً بسبب كثافة الدمار، بحسب شهود عيان.

واستشهد أيضًا شخصان في بلدة عبسان شرق خان يونس جنوب القطاع، جراء قصف وإطلاق نار نفذته القوات الإسرائيلية، في وقت تعرض فيه منزل قرب مركز الشرقية في البلدة للقصف، ما أدى إلى إصابة عدد من المدنيين، بينهم نساء وأطفال.

استهداف مباشر للمدنيين

أطلقت القوات الإسرائيلية النار على سيدة مسنة في مدينة رفح، ما أدى إلى مقتلها قرب مركز لتوزيع المساعدات في منطقة ميراج شمال غرب المدينة، بحسب ما أكدته مصادر طبية وشهود من السكان المحليين، الذين أشاروا إلى أن المسنة كانت تقف في طابور المساعدات عند تعرضها لإطلاق النار المباشر.

وقُصف مخيم جباليا شمال القطاع، حيث سقط 4 شهداء وعدد من الجرحى في استهداف لمجموعة من المدنيين قرب منطقة الفاخورة، وهي منطقة سكنية مكتظة بالنازحين. كما قتلت طائرة مسيرة إسرائيلية شاباً في بلدة الفخاري شرق خان يونس، بعد استهدافه بشكل مباشر في الشارع العام.

واستُهدف كذلك تجمع من المواطنين غرب مدينة رفح، خلال انتظارهم لتسلم مساعدات غذائية، بقصف مدفعي وإطلاق نار مكثف، ما أسفر عن استشهاد 3 أشخاص وإصابة العشرات، بعضهم في حالات حرجة. 

وأظهر تسجيل مصور تداوله ناشطون على مواقع التواصل مشاهد هلع وصراخ بين صفوف المنتظرين.

مفقودون في نقاط المساعدات

عبّر المركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسراً عن "قلقه الشديد" إزاء اختفاء عدد من المواطنين الذين توجهوا يوم الثلاثاء إلى إحدى نقاط توزيع المساعدات الأمريكية في مدينة رفح، ولم يعودوا إلى منازلهم منذ ذلك الحين.

وأوضح المركز، في بيان رسمي، أن "المعلومات لا تزال شحيحة حول مصير المفقودين، وسط انقطاع الاتصالات وصعوبة الوصول إلى المناطق المستهدفة"، مؤكدًا أن طواقمه تعمل على استكمال عمليات التوثيق وتقصي الحقائق، محملاً الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن مصير المفقودين.

وطالب المركز بالكشف الفوري عن أماكن وجود المفقودين، وضمان بيئة آمنة لتوزيع المساعدات الإنسانية بما يكفل حماية المدنيين، خصوصًا الفئات الأكثر ضعفًا من النساء والأطفال والمسنين الذين يتزاحمون يوميًا في طوابير للحصول على مواد غذائية أساسية.

حصيلة دامية للحرب

تواصل إسرائيل حربها على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، في واحدة من أكثر الحملات العسكرية دموية في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث أودت هذه الحرب حتى الآن بحياة 54,056 شخصاً، معظمهم من النساء والأطفال، وفق أحدث إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية.

وأُصيب خلال الحرب أكثر من 123,129 مدنياً، في وقت لا تزال فيه الحصيلة قابلة للارتفاع، بسبب صعوبة الوصول إلى الضحايا والمصابين في مناطق القصف، والانهيار الشبه تام للمنظومة الصحية في القطاع المحاصر.

وتصاعدت التحذيرات الدولية من كارثة إنسانية غير مسبوقة مع تزايد أعداد القتلى والمفقودين، وتدهور الوضع المعيشي والصحي، فيما تُواصل مؤسسات الإغاثة الدولية مطالبتها بوقف إطلاق النار العاجل وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين.