سفينة من "أسطول الحرية" تستعد للإبحار من إيطاليا إلى غزة

سفينة من "أسطول الحرية" تستعد للإبحار من إيطاليا إلى غزة
سفينة محملة بالمساعدات ضمن "أسطول الحرية" تتهيأ للإبحار إلى غزة

أعلنت مصادر سياسية إيطالية، اليوم الأحد، عن استعداد سفينة تابعة لتحالف "أسطول الحرية" للإبحار من ميناء كاتانيا بجزيرة صقلية باتجاه قطاع غزة، في خطوة جديدة تهدف إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ سنوات. 

وتحمل السفينة على متنها الناشطة السويدية في مجال المناخ غريتا تونبرغ، إلى جانب عدد من النشطاء والسياسيين والإعلاميين، ضمن مبادرة تضامنية تحمل طابعاً إنسانياً ورمزياً واسع الأثر، وفق وكالة فرانس برس.

وأكد السياسي الإيطالي ماركو غريمالدي، المنتمي إلى تحالف "الخضر واليسار"، أن السفينة تستعد للإبحار وعلى متنها نحو 10 أشخاص، من بينهم تونبرغ، التي تشتهر بمواقفها البيئية ومشاركتها النشطة في الحملات الدولية المناهضة لانتهاكات حقوق الإنسان. 

ولفت غريمالدي إلى أن التكتل اليساري وفّر دعماً لوجستياً وإدارياً لنجاح هذه الرحلة، معتبراً أن السفينة "ترفع راية الرأي العام" وتؤدي دوراً ضرورياً في كسر الصمت الدولي تجاه ما يجري في غزة.

رحلة إنسانية رغم التحديات

تحمل السفينة الشراعية المسماة "مادلين" كميات رمزية من المساعدات الإنسانية التي جُمعت من قبل متطوعين وسكان محليين في مدينة كاتانيا، بحسب الصحفي الإيطالي أندريا لينيي، الذي يشارك في الرحلة. 

وتشمل الشحنة "عصير الفاكهة، والحليب، والأرز، والمعلبات، وألواح البروتين"، كمبادرة تضامن شعبي مباشر مع سكان القطاع المحاصر.

وأعلنت النائبة الفلسطينية الفرنسية ريما حسن، العضو في البرلمان الأوروبي، انضمامها إلى هذه الرحلة، مؤكدة أن لها "أهدافاً متعددة، أولها إدانة الحصار اللاإنساني، وفضح الجرائم المرتكبة بحق المدنيين في غزة، والتنديد بالإفلات من العقاب الذي تتمتع به إسرائيل"، وفق ما صرّحت به الخميس الماضي.

مخاوف من الاستهداف

أشارت مصادر من "أسطول الحرية" إلى أن السفينة التي كان من المقرر أن تقل تونبرغ في بداية مايو قد تعرضت للتخريب، مرجحة أن طائرة مسيّرة إسرائيلية تقف وراء الحادث. 

ورغم ذلك، أصر النشطاء على استكمال الرحلة الحالية، متحدّين الأخطار والضغوط، من أجل إيصال رسالة واضحة ضد الحصار والعزلة المفروضة على سكان غزة.

وفرضت إسرائيل حصاراً كاملاً على قطاع غزة في الثاني من مارس الماضي، مانعة دخول أي مساعدات إنسانية، وذلك قبل أيام من استئناف عمليتها العسكرية ضد حركة حماس، في أعقاب هدنة دامت شهرين. 

ومنذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023، عقب الهجوم المفاجئ لحماس على جنوب إسرائيل، شهد القطاع دماراً واسعاً، ونزوحاً جماعياً، وانهياراً شاملاً في الخدمات الصحية والغذائية.

ورغم سماح إسرائيل قبل أيام بمرور بعض المساعدات، إلا أن الأمم المتحدة أكدت أن ما دخل القطاع لا يكفي لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية، معتبرة أن "قطاع غزة بأكمله معرض لخطر المجاعة"، وأن الوضع القائم "كارثة من صنع الإنسان".

رسالة مقاومة مدنية

يُذكر أن تحالف "أسطول الحرية"، الذي تأسس عام 2010، يُعد حركة دولية سلمية تنشط ضد الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة، وقد نظّم عدة رحلات بحرية رمزية تهدف إلى لفت أنظار المجتمع الدولي إلى الظلم الواقع على الفلسطينيين داخل القطاع. 

ومع انطلاق هذه الرحلة الجديدة، يوجّه المشاركون رسالة رمزية إلى العالم بأن الضمير الإنساني ما زال حياً، وأن صمت الحكومات لا يبرر التخاذل أمام المأساة الفلسطينية المستمرة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية