الجيش الإسرائيلي يُعلن العثور على جثتي رهينتين في جنوب غزة

الجيش الإسرائيلي يُعلن العثور على جثتي رهينتين في جنوب غزة
عناصر من الجيش الإسرائيلي - أرشيف

أعلن الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، العثور على جثتي رهينتين إسرائيليتين في منطقة خان يونس جنوب قطاع غزة، وذلك خلال عملية عسكرية مشتركة نفذها مع جهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، في وقت تواصل فيه إسرائيل هجومها العسكري واسع النطاق على القطاع الفلسطيني منذ أكثر من ثمانية أشهر.

وأكد الجيش، في بيان رسمي، أن العملية أسفرت عن العثور على جثة يائير يعقوب، البالغ من العمر 59 عاماً، وهو من سكان كيبوتس نير عوز، إلى جانب جثة رهينة ثانية لم يُسمح بنشر اسمها حتى اللحظة لأسباب أمنية.

وأوضح البيان العسكري أن يعقوب خُطف وقُتل في اليوم نفسه الذي شنّت فيه حركة حماس هجومها الواسع على مستوطنات غلاف غزة في 7 أكتوبر 2023، مشيراً إلى أن عملية القتل نُفذت على يد عناصر من حركة الجهاد الإسلامي، بعد اقتياده من داخل غرفته الآمنة حيث احتمى مع شريكته ميراف تال.

أُفرج عن ميراف تال لاحقاً في إطار الهدنة الأولى التي أُبرمت في 28 تشرين الثاني نوفمبر 2023، بينما استمرت جهود الجيش الإسرائيلي للبحث عن زوجها في مناطق عدة من القطاع.

وفُصل أطفاله ياغيل وأور عن والديهما وخُطفا من منزل والدتهما، قبل أن يُطلق سراحهما لاحقاً في 27 تشرين الثاني نوفمبر، ضمن عمليات تبادل أسرى ورهائن خلال الهدنة ذاتها التي رعتها قطر ومصر والولايات المتحدة.

رد فعل وتعهدات إسرائيلية

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان متلفز مساء الأربعاء استعادة جثتين من قطاع غزة، مؤكداً أن إحداهما تعود ليائير يعقوب، متعهداً بمواصلة العمليات لاستعادة جميع الرهائن سواء أكانوا أحياء أم أموات.

وقال نتانياهو: "أنا وزوجتي نعبر عن أعمق تعازينا لعائلات الضحايا، ونجدد عهدنا بأننا لن نرتاح حتى يعود جميع المخطوفين إلى وطنهم"، في إشارة إلى استمرار العمليات العسكرية رغم الضغوط الدولية المطالبة بوقف القتال.

تُعد بلدة نير عوز، التي كانت مسرحاً لعملية خطف يعقوب، من أكثر البلدات الإسرائيلية تضرراً خلال الهجوم الذي شنته حماس في أكتوبر 2023، حيث قُتل أو اختُطف فيها نحو ربع سكانها، ما جعلها رمزاً للمأساة التي يعيشها الإسرائيليون على إثر العملية المفاجئة التي دشنت مرحلة جديدة من التصعيد الدموي بين الطرفين.

وأسفرت الهجمات حينها عن مقتل نحو 1200 شخص في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، فيما خُطف 251 شخصاً واقتيدوا إلى قطاع غزة، ولا يزال 54 رهينة منهم في قبضة حماس حتى اليوم، بينهم 32 يُعتقد أنهم قُتلوا، وفق تقديرات الجيش الإسرائيلي.

تزايد الضغوط الدولية

واصلت إسرائيل عملياتها العسكرية المكثفة في قطاع غزة، وخاصة في مدن الجنوب مثل خان يونس ورفح، حيث تُركز جهودها حالياً على ملاحقة من تصفهم بـ"القيادات العليا لحماس والجهاد الإسلامي"، وسط تصاعد في أعداد الضحايا المدنيين الفلسطينيين الذين تجاوزوا 38 ألفاً، بحسب إحصاءات وزارة الصحة التابعة لحماس.

وواجهت الحكومة الإسرائيلية انتقادات متزايدة من الأمم المتحدة وعدد من العواصم الغربية التي دعتها إلى الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، ووقف استهداف المدنيين والمنشآت الطبية، فيما تشدد تل أبيب على أن هدفها الوحيد هو "تفكيك البنية العسكرية لحماس واستعادة جميع الرهائن".

واندلعت الحرب الأخيرة عقب الهجوم غير المسبوق لحماس في 7 أكتوبر 2023، الذي شكّل صدمة أمنية وعسكرية لإسرائيل، ودفعها إلى إعلان التعبئة العامة وشنّ أكبر عملية برية داخل قطاع غزة منذ عام 2014.

وتحوّلت قضية الرهائن إلى محور مركزي في المشهد السياسي الإسرائيلي، حيث تُمارس ضغوط شعبية هائلة على الحكومة لتأمين إعادتهم، بينما يواجه نتانياهو انتقادات داخلية حادة بشأن إدارتِه للأزمة وفشل المفاوضات السابقة لتحقيق هدنة طويلة الأمد أو صفقة تبادل شاملة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية