الهجوم الإيراني يطول مبنى السفارة الأمريكية في تل أبيب
الهجوم الإيراني يطول مبنى السفارة الأمريكية في تل أبيب
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الاثنين، بأن مبنى السفارة الأمريكية في تل أبيب تعرض لأضرار مادية جراء الهجوم الصاروخي الإيراني واسع النطاق، دون تسجيل أي إصابات بين العاملين في البعثة الدبلوماسية، في وقت التزمت فيه واشنطن الصمت الرسمي تجاه الحادث.
وأكّدت تقارير عبرية، نقلاً عن مصادر أمنية محلية، أن أحد صواريخ الهجوم الإيراني أصاب محيط السفارة الأمريكية في تل أبيب، ما أسفر عن أضرار مادية في واجهة المبنى وبعض مرافقه، فيما لم يتم الإبلاغ عن إصابات في صفوف الطاقم الدبلوماسي أو الموظفين، وفق وكالة "فرانس برس".
وأعلن السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، في بيان مقتضب، عن قرار بإغلاق كل من السفارة في القدس والقنصلية في تل أبيب، وذلك كإجراء احترازي "حتى إشعار آخر"، وسط تصاعد المخاوف من اتساع رقعة التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران.
تعليق خدمات الإجلاء
أصدرت السفارة الأمريكية في إسرائيل بيانًا سابقًا، مساء الأحد، حذّرت فيه رعاياها من خطورة الوضع الأمني، وأكدت أن الظروف الحالية لا تتيح تقديم مساعدات فورية للراغبين في مغادرة البلاد، سواء عبر المطارات أو الطرق البرية.
وشدد البيان على أن مطار "بن غوريون" الدولي لا يزال مغلقًا في ظل التهديدات الأمنية، بينما تبقى المعابر البرية المؤدية إلى الأردن مفتوحة وتعمل وفق جدولها المحدد، في حين طلبت السفارة من المواطنين الأمريكيين التحلي بأقصى درجات الحذر، والتواصل فقط عند الضرورة القصوى.
جاءت هذه التطورات بعد أن أطلق الجيش الإيراني فجر اليوم الاثنين موجات صاروخية وطائرات مسيّرة نحو مواقع متعددة داخل إسرائيل، في رد مباشر على الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية ومراكز عسكرية إيرانية، ضمن عملية "الأسد الصاعد".
وكان المتحدث باسم الجيش الإيراني قد دعا سكان ما وصفها بـ"المناطق المحتلة" إلى مغادرتها فورًا، في إشارة مباشرة إلى المدن الإسرائيلية الكبرى، وهو ما اعتُبر تهديدًا مباشرًا للمدنيين الأميركيين والغربيين المقيمين داخل إسرائيل.
موقف أمريكي "غامض"
حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم تصدر الإدارة الأمريكية أي تصريح رسمي يوضح موقفها من استهداف السفارة، أو إذا ما كانت تعتبر ذلك اعتداءً مباشراً على سيادتها ومصالحها في المنطقة، رغم أنه يمثل سابقة حساسة في تاريخ العلاقات الأمريكية–الإيرانية.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية "كان" قد نقلت عن مصادر أمنية أن الولايات المتحدة لن تنخرط في مواجهة عسكرية مباشرة ضد إيران ما لم تتعرض مصالحها أو قواعدها العسكرية لهجوم صريح، وهو ما يثير تساؤلات حول كيفية تفسير واشنطن لضربة تل أبيب.
يُذكر أن الولايات المتحدة كانت قد نقلت سفارتها رسميًا من تل أبيب إلى القدس في 18 مايو 2018، خلال الولاية الأولى للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ضمن خطة "صفقة القرن"، التي اعترفت من خلالها واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل، متجاهلة بذلك القرارات الدولية ورفض الأطراف الفلسطينية والعربية.
وقال ترامب في بيانه حينها: "في عام 1995، تبنى الكونغرس قانونًا يحث الحكومة الفيدرالية على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والاعتراف بهذه المدينة، ذات الأهمية الكبيرة، كعاصمة لإسرائيل".
ورغم من تنفيذ قرار نقل السفارة، احتفظت الولايات المتحدة بمكاتب قنصلية ونشاط دبلوماسي محدود في تل أبيب، ما يجعل أي استهداف لتلك المواقع بمثابة إشارة حمراء في العلاقات الدولية.