تقرير أممي: أزمة تمويل تاريخية تهدد عقوداً من التقدم ضد الإيدز (فيديو)

تقرير أممي: أزمة تمويل تاريخية تهدد عقوداً من التقدم ضد الإيدز (فيديو)
اختبار فيروس نقص المناعة (الإيدز)

حذر تقرير جديد صادر عن برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز من "أزمة تمويل تاريخية" تهدد بتقويض الإنجازات التي تحققت على مدى عقود في مكافحة الفيروس، ما لم تُجرِ الدول تغييرات جذرية في برامجها ومخصصات تمويلها.

وأشار التقرير المعنون “الإيدز، الأزمة والقدرة على التغيير” إلى أن التخفيضات المفاجئة والواسعة في التمويل الدولي تسببت في اضطرابات كبيرة في الأنظمة الصحية وخفض أعداد العاملين في الخطوط الأمامية، ما أدى إلى توقف برامج الوقاية وتعريض خدمات العلاج للخطر، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

تأثير مباشر على ملايين المصابين

أوضح التقرير أنه رغم إحراز تقدم ملحوظ في الاستجابة لفيروس نقص المناعة البشرية حتى عام 2024، فإن تراجع التمويل هذا العام تسبب في أزمة كبيرة. وبيّن أن 9.2 مليون شخص مصاب بالفيروس لم يتمكنوا من الحصول على العلاج المنقذ للحياة، بينهم 620 ألف طفل دون سن الرابعة عشرة، ما ساهم في تسجيل 75 ألف وفاة مرتبطة بالإيدز بين الأطفال وحدهم.

وحذر التقرير من أن انهيار خدمات الوقاية والعلاج الممولة دوليًا، وخاصة تلك التي تدعمها الولايات المتحدة، قد يؤدي إلى ستة ملايين إصابة جديدة وأربعة ملايين وفاة إضافية مرتبطة بالإيدز بين عامي 2025 و2029.

وقالت المديرة التنفيذية للبرنامج، ويني بيانيما:"هذه ليست مجرد فجوة تمويلية، بل هي قنبلة موقوتة. لقد اختفت الخدمات بين عشية وضحاها، وعاد العاملون الصحيون إلى منازلهم، ودُفع الكثيرون، خاصة الأطفال والفئات الأكثر هشاشة، خارج نطاق الرعاية".

جهود محلية تحافظ على المكاسب

رغم الأزمة، سلط التقرير الضوء على مبادرات إيجابية في بعض الدول. ففي جنوب إفريقيا، يجري تمويل 77% من الاستجابة للإيدز محليًا، وحققت دول مثل بوتسوانا، إسواتيني، ليسوتو، ناميبيا، رواندا، زامبيا وزيمبابوي أهداف عدة منها معرفة 95% من المصابين بوضعهم الصحي، كما تلقى 95% منهم العلاج، وتم تحقيق تثبيط فيروسي لدى 95% من هؤلاء، وأكد البرنامج أن الحفاظ على هذه النجاحات وتوسيعها أمر ضروري.

ابتكارات وقائية واعدة

أشار التقرير إلى ظهور أدوات جديدة عالية الفعالية للوقاية، مثل حقن الوقاية طويلة المفعول (ليناكافير)، التي أظهرت فاعلية شبه كاملة في التجارب السريرية. إلا أن القدرة على تحمل تكلفتها والوصول إليها لا تزال تمثل عقبة أمام تعميم استخدامها.

دعوة لتضامن عالمي

اختتم التقرير بدعوة المجتمع الدولي لسد فجوة التمويل بشكل عاجل، ودعم جهود الوقاية والعلاج، وإزالة الحواجز القانونية والاجتماعية، وتمكين المجتمعات المحلية لتقود مسيرة التغيير.

وأكد برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز أن كل دولار يُستثمر في الاستجابة لا ينقذ الأرواح فحسب، بل يعزز النظم الصحية ويسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

منذ بداية جائحة الإيدز، أسهمت الجهود العالمية في إنقاذ 26.9 مليون شخص من الوفاة، وحماية 4.4 مليون طفل من انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل.

ومنذ ظهور فيروس نقص المناعة البشرية في أوائل الثمانينيات، اعتمدت جهود مكافحته على تمويل دولي كبير، خاصة عبر مبادرات مثل خطة الرئيس الأمريكي الطارئة للإغاثة من الإيدز (PEPFAR) والصندوق العالمي.

ساهمت هذه الموارد في توسع غير مسبوق للعلاج والوقاية، وتفادي ملايين الوفيات، لاسيما في أفريقيا جنوب الصحراء.

غير أنّ تحولات الأولويات العالمية والأزمات المستجدة، مثل جائحة كوفيد-19 والأزمات الجيوسياسية، أدت إلى تراجع التمويل وتفاقم التحديات أمام استدامة تلك النجاحات.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية