حصيلة مأساوية وأوضاع إنسانية حرجة.. أمطار غزيرة تتسبب في انزلاق تربة بشمال الصين

حصيلة مأساوية وأوضاع إنسانية حرجة.. أمطار غزيرة تتسبب في انزلاق تربة بشمال الصين
عمال إنقاذ في الصين

تسببت الأمطار الغزيرة، التي اجتاحت أجزاءً من شمال الصين بشكل غير معتاد في هذا الوقت من العام، في انزلاق تربة مميت بمدينة شينغدي في مقاطعة هيبي، أودى بحياة أربعة أشخاص، فيما لا يزال ثمانية آخرون في عداد المفقودين، بحسب ما أوردته وسائل الإعلام الرسمية.

وسط هذه الكارثة الطبيعية، اضطر آلاف السكان لمغادرة منازلهم في سباق مع السيول الجارفة والمخاطر التي تهدد حياتهم. وأعلنت الوكالة الوطنية لإدارة الطوارئ إرسال فريق ميداني لتقييم الأضرار التي وصفتها بـ "الشديدة"، خاصة أن الأمطار سجلت معدلات قياسية في بعض المناطق.

مشاهد مؤلمة في مناطق منكوبة

في مشاهد نقلتها محطة "سي سي تي في" الصينية، ظهرت سيارات تجرفها مياه الفيضانات العاتية، وطرقات تحولت إلى أنهار طينية، في حين كان الأهالي يحاولون النجاة بأنفسهم.

في العاصمة بكين، أجبرت الأمطار الطوفانية أكثر من 3 آلاف شخص في منطقة ميون على الإخلاء الفوري، في وقتٍ سجّل فيه خزان المنطقة "أكبر تدفق للمياه" منذ بنائه قبل أكثر من ستة عقود.

وفي مقاطعة شانشي المجاورة، تعرّضت حافلة لحادث خطير بسبب الفيضانات، حيث جرى إنقاذ شخص فيما لا يزال 13 في عداد المفقودين، وسط عمليات بحث صعبة تعرقلها الظروف الجوية القاسية.

مأساة تتكرر وسط صيف قاسٍ

الكوارث الطبيعية ليست حدثًا نادرًا في الصين، إذ غالبًا ما تجتاح الفيضانات مناطق واسعة خلال فصل الصيف، لكن علماء المناخ يحذرون من أن الظواهر الجوية المتطرفة، مثل الفيضانات العارمة والانزلاقات الأرضية، أصبحت أكثر شدة وتواترًا بسبب تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة العالمية.

وبينما تواصل الصين، التي تُعدّ أكبر مصدر لانبعاثات الغازات الدفيئة في العالم، استثمارات ضخمة في مصادر الطاقة المتجددة وتسعى للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2060، تظل آثار تغير المناخ ملموسة وقاسية على الأرض.

ضحايا جدد وخسائر متزايدة

خلال هذا الشهر فقط، تسببت فيضانات مباغتة في مقاطعة شاندونغ شرق البلاد في مقتل شخصين وفقدان عشرة آخرين، في حين أدى انزلاق تربة على طريق سريع في مقاطعة سيشوان إلى مقتل خمسة أشخاص بعد أن جرفت السيول سياراتهم.

وتستمر التحذيرات الرسمية للسكان في المناطق المعرضة للأمطار الغزيرة والانزلاقات الأرضية، في حين تعمل فرق الطوارئ في ظروف بالغة الصعوبة للعثور على المفقودين وإنقاذ من تقطعت بهم السبل.

ورغم الجهود الحثيثة للتخفيف من تداعيات هذه الكوارث، تذكرنا هذه المشاهد مرة أخرى بأن أزمة المناخ لم تعد مجرد قضية نظرية أو سياسية؛ بل واقعٌ يهدد حياة البشر يوميًا، ويزيد من معاناة آلاف الأسر التي تفقد بيوتها، أحبّتها، وأمانها في لمح البصر.

وفي الوقت الذي تُبذل فيه الجهود لإغاثة المتضررين، يبقى الأمل بأن تدفع هذه الكوارث المجتمع الدولي لمزيد من العمل العاجل والطموح للحد من تغير المناخ وحماية الأرواح والمجتمعات الأشد ضعفًا.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية