أزمة إنسانية في نيجيريا.. سوء تغذية ونقص تمويل يهددان أرواح الملايين
أزمة إنسانية في نيجيريا.. سوء تغذية ونقص تمويل يهددان أرواح الملايين
تفاقمت الأوضاع الإنسانية في نيجيريا، خاصة في شمال البلاد، حيث يشهد السكان ظروفًا مأساوية نتيجة النزاعات المسلحة، وانعدام الأمن الغذائي، وتدهور البنية الصحية.
وأكدت منظمة "أطباء بلا حدود"، في بيان لها، الأحد، أن أكثر من عشرة ملايين شخص باتوا بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، في ظل تصاعد العنف والنزوح واسع النطاق.
وأعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" أن 652 طفلًا توفوا خلال النصف الأول من العام الجاري، بسبب عدم حصولهم على الرعاية الطبية الضرورية في الوقت المناسب.
وشهدت حالات سوء التغذية الحاد لدى الأطفال زيادة بنسبة 208% بين شهري يناير ويونيو الماضيين، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، ما يعكس اتساع رقعة الأزمة وتدهور الأوضاع الصحية بشكل لافت.
النساء في دائرة الخطر
رصدت دراسة ميدانية أجرتها المنظمة وشملت 750 امرأة حاملًا أو مرضعة، أن أكثر من نصفهن يعانين من سوء تغذية حاد، في حين تواجه 13% منهن حالات صحية شديدة الخطورة.
وتعكس هذه الأرقام مؤشرات صادمة على التدهور السريع في مستويات الصحة العامة والتغذية لدى الفئات الأكثر هشاشة، مثل النساء والأطفال.
وحذّر برنامج الأغذية العالمي مطلع الأسبوع من احتمال تعليق المساعدات الغذائية الطارئة لنحو 1.3 مليون شخص في شمال شرق نيجيريا بحلول نهاية يوليو الجاري، بسبب نقص التمويل.
وتشير بيانات البرنامج إلى أن نحو 31 مليون شخص في البلاد يعانون من الجوع الحاد، وهو أعلى رقم يتم تسجيله حتى الآن، ما يهدد بمزيد من الكوارث الإنسانية في حال لم تُتخذ تدابير عاجلة.
عوامل تفاقم الكارثة
عزت منظمة "أطباء بلا حدود" تصاعد أزمة سوء التغذية في شمال نيجيريا إلى جملة من العوامل المتشابكة، على رأسها ارتفاع معدلات التضخم، وتراجع الأمن الغذائي، وضعف البنية التحتية الصحية، بالإضافة إلى التحديات الأمنية المنتشرة في العديد من الولايات، وتفشي الأمراض الناتجة عن تدني نسب التطعيم بين الأطفال.
ودعت المنظمة إلى ضرورة تبني استجابة إنسانية شاملة لمكافحة سوء التغذية، تشمل توفير مرافق صحية قادرة على التشخيص والعلاج الفوري، وتوسيع برامج التطعيم للحد من تفشي الأمراض، وتحسين الأمن الغذائي من خلال دعم الزراعة المحلية وتوزيع المساعدات الغذائية بشكل منتظم، فضلًا عن تحسين خدمات المياه والصرف الصحي، وتكثيف حملات التوعية الصحية في المجتمعات المتضررة.
وفي ظل استمرار النزاعات المسلحة وتراجع الدعم الدولي، تواجه نيجيريا خطر تفشي أزمة غذائية وصحية غير مسبوقة، ما يتطلب تحركًا عاجلًا من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لتوفير التمويل اللازم وتقديم الدعم اللوجستي والإنساني لإنقاذ الأرواح، ومنع تفاقم معاناة الملايين في واحد من أكثر المناطق هشاشة في إفريقيا.