تغير المناخ يعمّق الكوارث.. فيضانات جديدة تحصد أرواحاً في المكسيك

أعلنت السلطات المحلية في ولاية كويريتارو بوسط المكسيك أن شخصين لقيا مصرعهما بعدما جرفتهما السيول الناتجة عن أمطار غزيرة اجتاحت المنطقة مساء الجمعة، وتم العثور على جثتيهما في إحدى المناطق الأكثر تضررا قبيل منتصف الليل، بحسب ما أفادت وكالة الحماية المدنية السبت.

وتسببت الأمطار في أضرار مادية كبيرة بمدينة كويريتارو، عاصمة الولاية المعروفة بمعالمها الاستعمارية، ما دفع السلطات الفيدرالية في المكسيك إلى تفعيل خطة طوارئ المساعدة العسكرية لمساندة السكان المتضررين، ولا تزال الهطولات الغزيرة مستمرة في المنطقة حتى مساء السبت بحسب فرانس برس.

تأثير في النقل الجوي

وفي العاصمة مكسيكو، اضطر مطار بينيتو خواريز الدولي، أحد أكثر مطارات أمريكا اللاتينية ازدحاما، إلى تعليق عملياته لفترة وجيزة بسبب ضعف الرؤية، ويأتي ذلك بعد أسبوعين فقط من حادث مماثل غمرت خلاله المياه المطار ومحيطه، ما أدى إلى إلغاء العديد من الرحلات لساعات طويلة.

شهدت المكسيك هذا العام معدلات غير مسبوقة من الأمطار الغزيرة، حيث سجل شهر يونيو 2025 ثالث أكثر الشهور مطرا منذ عام 1985، وفق بيانات لجنة المياه الوطنية "كوناغوا"، ويؤكد العلماء أن تغير المناخ يزيد من شدة وتواتر الظواهر الجوية القاسية مثل الفيضانات والأعاصير، ما يضاعف المخاطر على السكان والبنى التحتية في بلدان أمريكا اللاتينية، خصوصا المكسيك التي تقع في مسار تقاطع الأعاصير المدارية.

معالجة آثار تغير المناخ

تؤكد الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبا منذ عام 2000، في حين تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف.

ويرجع ذلك أساسا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.