فجوة إنسانية مقلقة.. قيود طالبان تفاقم معاناة النساء بعد الزلزال في أفغانستان
فجوة إنسانية مقلقة.. قيود طالبان تفاقم معاناة النساء بعد الزلزال في أفغانستان
كشفت الكوارث الطبيعية الأخيرة، وعلى رأسها الزلزال المدمّر الذي ضرب شرق أفغانستان نهاية أغسطس الماضي، عن ثغرة خطيرة في الاستجابة الإنسانية، خصوصاً تجاه النساء والفتيات في المناطق المنكوبة.
وازدادت حدة الأزمة مع استمرار القيود الصارمة المفروضة على عمل النساء في المنظمات الإغاثية، وهو ما أدى إلى تقليص قدرة فرق الإنقاذ على الوصول إلى المتضررات، خاصة في القرى الجبلية والنائية.
وأصدر المكتب الإعلامي الحاكم في ولاية ننكرهار، بياناً، الاثنين، دعا فيه إلى الامتناع عن تصوير النساء أثناء توزيع المساعدات، مؤكداً ضرورة "احترام القيم والعادات الأفغانية والإسلامية".
وأوضح البيان أن التوجيه جاء استناداً إلى تعليمات من وزارة العدل في الولاية، من دون الكشف عن الأسباب التي دفعت إلى اتخاذه، لكنه شدّد على وجوب الالتزام الكامل بالتعليمات محذراً من مخالفتها.
قيود طالبان على النساء
فرضت حركة طالبان منذ ديسمبر 2022 حظراً شاملاً على عمل النساء في المنظمات غير الحكومية والدولية، ثم وسّعت القرار ليشمل موظفات الأمم المتحدة في أبريل 2023.
وأدى هذا الحظر إلى تراجع خطير في قدرة وكالات الإغاثة على إيصال المساعدات، خصوصاً أن المعايير الإنسانية الدولية تشترط وجود موظفات نساء لتوزيع المساعدات على النساء والفتيات.
وباتت مناطق مثل كنر وننكرهار أكثر عرضة لغياب الدعم، حيث لا يُسمح للرجال بالوصول إلى النساء بشكل مباشر في تلك المجتمعات المحافظة.
عجز إنساني متزايد
أكد مسؤولون أمميون أن هذه القيود فاقمت هشاشة الوضع الإنساني، إذ لم يعد ممكناً تغطية الاحتياجات الأساسية للنساء في القرى المتضررة، خاصة ما يتعلق بالرعاية الصحية والنفسية والاحتياجات الغذائية الخاصة.
وأشارت مصادر ميدانية إلى أن قلة قليلة فقط من النساء العاملات في المجال الإنساني ما زلن قادرات على الوصول إلى المناطق المنكوبة، وذلك وسط ضغوطات إدارية وتهديدات غير مباشرة من السلطات المحلية.
وانتقد ناشطون أفغان هذه التوجيهات الجديدة، معتبرين أنها تزيد من صعوبة إيصال المساعدات إلى النساء، خصوصاً في ولاية كنر التي كانت الأكثر تضرراً من الزلزال.
وأكدوا أن غياب الكوادر النسائية عن عمليات الإغاثة يعكس إصرار السلطات على تكريس واقع تمييزي يضاعف معاناة النساء في وقت هنّ بأمسّ الحاجة إلى المساعدة.
مأساة إنسانية واسعة
أعلنت وزارة الصحة الأفغانية أن 84 ألف شخص تأثروا بالزلزال العنيف الذي ضرب شرق البلاد، وأسفر عن مقتل أكثر من ألفي شخص وإصابة الآلاف، فضلاً عن دمار واسع طال القرى الجبلية النائية.
وأوضحت الوزارة أن النساء والأطفال يشكلون النسبة الأكبر من المتضررين، في ظل محدودية الدعم وغياب استجابة شاملة تراعي الفوارق والاحتياجات الخاصة بهم.










