بين الاغتصاب والتجنيد.. فصل جديد من المعاناة يعيشه أطفال السودان
بين الاغتصاب والتجنيد.. فصل جديد من المعاناة يعيشه أطفال السودان
في ظل النزاع الدموي الذي ينهش السودان منذ أكثر من عام، يتكشّف فصل مأساوي جديد من معاناة المدنيين، أبطاله هذه المرة الأطفال والفتيات القاصرات الذين وجدوا أنفسهم ضحايا انتهاكات جسيمة تهدد حياتهم ومستقبلهم.
بين الاغتصاب والتجنيد القسري وفقدان الأسرة، يعيش هؤلاء الصغار محنة مضاعفة تُعيد إلى الأذهان صور الحروب التي تسحق البراءة وتحوّل الطفولة إلى ساحة صراع، بحسب ما ذكرت وكالة "JINHA"، اليوم الأربعاء.
وكشفت ازدهار عمر، المسؤولة في منظمة تنمية الأطفال السودانية، عن تفاصيل صادمة لقصص القاصرين الذين يعيشون أهوال الحرب، وتوضح البرامج الإنسانية التي تبذلها المنظمة لتضميد الجراح النفسية والاجتماعية، ولإعادة الأمان المفقود لأطفال السودان.
قاصرات تحت الصدمة
أوضحت المسؤولة الإنسانية أن العديد من الفتيات القاصرات اضطررن للهروب من أسرهن بعد تعرضهن للاغتصاب، خوفاً من ردود الفعل المجتمعية أو العائلية.
وأشارت إلى أن المنظمة تتلقى حالات لفتيات يطلبن الخضوع لعمليات إجهاض، غير أن تأخر اكتشاف الحمل في بعض الحالات يجعل الأمر غير ممكن طبياً، ما يضطرهن إلى الاستمرار في الحمل حتى الولادة.
وأضافت أن بعض الفتيات يعشن صدمة مزدوجة: الاعتداء الجنسي والانفصال عن الأسرة، وهو ما يستدعي تدخلاً نفسياً عاجلاً ودعماً اجتماعياً ومشاريع صغيرة لإعادة إدماجهن.
دارفور بين الألم
لفتت ازدهار عمر إلى أن غالبية الأطفال المتضررين من النزاع ينحدرون من إقليم دارفور، حيث فقد كثيرون أسرهم أو أطرافهم بسبب العنف والقصف والأمراض.
وتقوم المنظمة بفتح نقاط استقبال للأطفال في المناطق الآمنة، حيث يتم تسجيلهم وتقييم حالتهم النفسية والاجتماعية، ومن ثم تزويدهم بالملابس والمستلزمات الأساسية.
ويتم إلحاق من هم في سن الدراسة بالمدارس وتأمين احتياجاتهم التعليمية، إلى جانب تنظيم أنشطة ترفيهية ضمن برنامج "مكانا" لتخفيف الصدمات وبث روح الأمل من جديد.
خطط إنقاذ إنسانية
أكدت المسؤولة أن المنظمة سجلت مؤخراً إصابات مباشرة بين 25 طفلاً جراء الشظايا، فضلاً عن حالات اختطاف وتجنيد قسري لأطفال دون سن الثامنة عشرة.
وكشفت أن بعض الأسر تعرف مكان أطفالها لكنها تعجز عن الوصول إليهم خوفاً من قوات الدعم السريع.
وأوضحت أن الخطط المستقبلية للمنظمة تركز على إعادة تأهيل الأطفال المجندين نفسياً واجتماعياً، وإعادتهم لمقاعد الدراسة، إضافة إلى برامج تدريب مهني لدمج الأطفال المنفصلين عن أسرهم، مع استمرار توفير خدمات العلاج للفتيات ضحايا الاغتصاب.
نداء إلى الأسر
وجهت المسؤولة نداءً صريحاً إلى الأسر السودانية بضرورة بناء علاقة قائمة على الثقة والصداقة مع الأطفال، حتى يتمكنوا من التعبير عما مرّوا به دون خوف.
وحذرت من أن بعض الأطفال المغتصَبين الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و10 سنوات يخفون ما حدث عن ذويهم، بينما تصل المعلومات إلى المنظمة عبر أطراف أخرى.
وشددت على أن الاغتصاب لا ينبغي أن يُعتبر وصمة عار، بل نتيجة مأساوية لظروف الحرب القاسية، داعية الأسر إلى التبليغ الفوري عن أي انتهاكات لضمان حقوق الضحايا وتوفير الدعم النفسي اللازم.











