غرق امرأتين أثناء محاولة للهجرة غير الشرعية عبر المانش

غرق امرأتين أثناء محاولة للهجرة غير الشرعية عبر المانش
الهجرة غير الشرعية عبر المانش - أرشيف

أعلنت السلطات الفرنسية، اليوم السبت، مقتل امرأتين صوماليتين خلال محاولة مجموعة كبيرة من المهاجرين عبور بحر المانش إلى بريطانيا ليلاً، في حادث جديد يعكس خطورة الرحلة التي يصفها خبراء الهجرة بأنها "أخطر طريق بحري في أوروبا".

وأكدت النيابة العامة في بولونيي سو مير، أن الضحيتين امرأتان صوماليتان، موضحة أن الحادثة وقعت قرب سواحل نوفشاتيل-أردولو، حيث كان نحو 100 مهاجر يحاولون الوصول إلى المملكة المتحدة على متن قارب صغير، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".

وأشارت المسؤولة المحلية في مونتروي-سور-مير، إيزابيل فرادان-تيرود، إلى إنقاذ نحو 60 شخصاً يتلقون حالياً الرعاية الطبية اللازمة، منهم زوجان وطفلهما نُقلوا إلى مستشفى بولوني لمعاناتهم من انخفاض في درجة حرارة الجسم.

تصاعد حصيلة الوفيات 

رفعت الحادثة الأخيرة حصيلة الوفيات من محاولات عبور المانش إلى ما لا يقل عن 25 شخصاً منذ بداية العام، بحسب إحصائية لوكالة "فرانس برس" استناداً إلى بيانات رسمية فرنسية. 

ومنذ يناير 2025، تمكن عدد قياسي بلغ 31 ألف مهاجر من الوصول إلى بريطانيا عبر القوارب الصغيرة رغم تكثيف الإجراءات الأمنية الفرنسية – البريطانية المشتركة.

وتأتي هذه المأساة في وقت تطبق فيه باريس ولندن خطة جديدة تسمح للمملكة المتحدة بإعادة المهاجرين غير المؤهلين للجوء بعد وصولهم، ومنه أولئك الذين عبروا "بلداناً آمنة"، مقابل قبول لندن استقبال عدد مماثل من المهاجرين القادمين من فرنسا والمرجح حصولهم على حق اللجوء، غير أن هذه الخطط لم تردع المهاجرين عن خوض الرحلة المحفوفة بالمخاطر.

إصرار على الرحلة

عاين فريق "فرانس برس" يوم الجمعة، مئات المهاجرين في منطقة غرافلين شمال فرنسا يستعدون لعبور المانش من نقاط مختلفة على الشاطئ فور تحسن الأحوال الجوية. 

وأفاد عدد منهم، في مخيم مؤقت في لون-بلاج قرب دانكيرك، بعزمهم مواصلة الرحلة مهما كانت المخاطر.

وقال سعد، وهو فلسطيني يبلغ من العمر 30 عاماً قدم من العراق، للوكالة: "إذا بقيت هنا فسأموت. وإذا عدت من حيث أتيت، سأموت أيضاً"، في تعبير يلخص حالة اليأس التي تدفع هؤلاء المهاجرين لخوض غمار الرحلة.

خلفية عن طريق المانش

يُعد عبور المانش بين فرنسا وبريطانيا أحد أخطر طرق الهجرة غير النظامية في أوروبا بسبب تقلبات الطقس والتيارات البحرية القوية واستخدام قوارب متهالكة لا تتسع للأعداد الكبيرة من المهاجرين. 

ورغم نشر السلطات الفرنسية المزيد من قوات الشرطة وتوسيع التعاون مع لندن منذ عام 2022، فلا تزال شبكات تهريب البشر نشطة، مستغلة يأس المهاجرين الفارين من النزاعات أو الفقر أو الاضطهاد في بلدانهم الأصلية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية