وسط تصاعد النزاع.. 300 ألف جنوب سوداني يفرون من بلادهم خلال 2025
وسط تصاعد النزاع.. 300 ألف جنوب سوداني يفرون من بلادهم خلال 2025
قدّرت الأمم المتحدة، أن ما يقارب 300 ألف شخص من جنوب السودان اضطروا إلى مغادرة بلادهم خلال عام 2025، في موجة نزوح جديدة وصفتها المنظمة بأنها الأخطر منذ اتفاق وقف الأعمال العدائية عام 2017، مرجعةً ذلك إلى تصاعد النزاع السياسي والعسكري بين أنصار الرئيس سلفا كير ومؤيدي نائبه رياك مشار، الذي يُحاكم حالياً بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
وتفاقمت حدة القتال، بحسب التقرير، الصادر اليوم الإثنين، منذ شهر مارس الماضي، وتركزت الاشتباكات في البداية في شمال شرق البلاد قبل أن تمتد جنوباً، ما أعاد إلى الأذهان مشاهد الحرب الأهلية الدامية التي شهدها جنوب السودان بين عامي 2013 و2018، والتي أودت بحياة أكثر من 400 ألف شخص.
وأكدت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنوب السودان أن "الاشتباكات المسلحة تجري الآن على نطاق لم تشهده البلاد منذ توقيع اتفاق وقف الأعمال العدائية عام 2017"، محذّرة من أن البلاد تقترب مجدداً من حافة هاوية الصراع الشامل.
موجة نزوح غير مسبوقة
كشفت المفوضية أن 148 ألف لاجئ عبروا إلى السودان رغم الحرب المستعرة هناك، فيما توجه 50 ألفاً إلى إثيوبيا، و50 ألفاً إلى أوغندا، و30 ألفاً إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية، و25 ألفاً إلى كينيا.
وسجلت الأمم المتحدة نزوح قرابة مليوني شخص داخل جنوب السودان نفسه، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في بلد يعاني أصلاً من هشاشة اقتصادية حادة.
اتهمت الأمم المتحدة القادة السياسيين في جوبا بأنهم يتعمّدون تعطيل العملية السياسية و"يدفعون جنوب السودان إلى حافة أزمة جديدة"، محذّرة من أن استمرار المواجهات سيؤدي إلى انهيار اتفاقات السلام الهشة ويزيد من معاناة المدنيين.
وأشار التقرير إلى أن الجيش نفذ ضربات جوية عشوائية على مناطق مأهولة بالسكان في عدة ولايات، ما تسبب في مقتل أكثر من 1800 مدني منذ مطلع العام وحتى نهاية أيلول سبتمبر الماضي.
أزمة إنسانية متفاقمة
تفاقمت الأوضاع المعيشية مع انهيار الخدمات العامة وغياب الأمن، إذ يعتمد الملايين على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة، بينما تعرقل المعارك وصول الإمدادات الغذائية والطبية إلى المناطق النائية.
وتخشى الأمم المتحدة أن تؤدي التوترات الحالية إلى اندلاع حرب أهلية جديدة، خصوصاً في ظل استمرار محاكمة رياك مشار وتصاعد الانقسام السياسي داخل الحكومة، ما ينذر بمزيد من الفوضى والانهيار الإنساني في الدولة الأحدث في العالم.