بعد تصويت دولي.. مصر والعراق تنضمان رسمياً لمجلس حقوق الإنسان حتى 2028

في خطوة تعكس تنامي الحضور العربي في المؤسسات الأممية، انضمت مصر والعراق رسميًا إلى عضوية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة للفترة من 2026 إلى 2028، بعد فوزهما في الانتخابات التي جرت بالجمعية العامة في نيويورك يوم الثلاثاء، وسط ترحيب واسع وقراءة دبلوماسية تؤكد بداية مرحلة جديدة من العمل العربي المشترك داخل المجلس.

وزارة الخارجية المصرية وصفت الفوز في بيان يوم الثلاثاء بأنه "انتصار جديد للدولة المصرية وجهازها الدبلوماسي"، معتبرة أن حصول مصر على 173 صوتًا من أصل 193 تأكيد واضح على التقدير الدولي لمكانتها ودورها المتنامي في القضايا الحقوقية والتنموية.

ويُعد هذا الانضمام هو الثالث لمصر إلى عضوية مجلس حقوق الإنسان، منها فترتان خلال رئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ما يعكس استمرار الثقة في النهج المصري القائم على الإصلاح الحقوقي والمؤسسي.

وأضاف بيان الخارجية أن السنوات الأخيرة شهدت تطورات جوهرية في ملف حقوق الإنسان داخل مصر، تمثلت في إطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان عام 2021، وتوسيع نطاق برامج الحماية الاجتماعية، وتمكين المرأة والشباب وذوي الإعاقة، إلى جانب تطوير منظومة العدالة الجنائية ومراكز الإصلاح والتأهيل.

ثقة بالمسار الديمقراطي

من جانبها، أكدت وزارة الخارجية العراقية أن فوز بغداد بعضوية المجلس بعد حصولها على 175 صوتًا يمثل "إنجازًا دبلوماسيًا جديدًا يعكس ثقة المجتمع الدولي بالمسار الديمقراطي للعراق والتزامه بمبادئ حقوق الإنسان وسيادة القانون".

وانتُخب العراق ممثلًا عن مجموعة آسيا والمحيط الهادئ إلى جانب الهند وباكستان وفيتنام، في خطوة تُعد تتويجًا لجهوده في تعزيز مكانته الإقليمية والدولية، وترسيخ حضوره في المحافل الأممية.

وقال الممثل الدائم للعراق لدى الأمم المتحدة لقمان الفيلي إن بلاده ستعمل خلال عضويتها على "تعزيز الحوار البنّاء وتفعيل التعاون متعدد الأطراف وتقديم مبادرات تُركز على احترام الكرامة الإنسانية ودعم الفئات الضعيفة"، بما ينسجم مع ميثاق الأمم المتحدة وأهداف التنمية المستدامة.

توازن جغرافي وتنوع

انتخبت الجمعية العامة للأمم المتحدة أربع عشرة دولة جديدة لعضوية مجلس حقوق الإنسان لمدة ثلاث سنوات تبدأ مطلع يناير 2026، وجاءت مصر والعراق ضمن القائمة التي وُزعت جغرافيًا بين القارات، لضمان التوازن الإقليمي في المجلس.

ففي القارة الإفريقية فازت أنغولا ومصر وموريشيوس وجنوب إفريقيا، وفي آسيا والمحيط الهادئ فازت الهند والعراق وباكستان وفيتنام، أما في أمريكا اللاتينية فذهبت المقاعد إلى تشيلي والإكوادور، في حين مثلت إيطاليا والمملكة المتحدة أوروبا الغربية، وفازت إستونيا وسلوفينيا عن أوروبا الشرقية.

مجلس حقوق الإنسان

يُعد مجلس حقوق الإنسان هيئة حكومية دولية تابعة لمنظومة الأمم المتحدة، تأسس عام 2006 ليحل محل لجنة حقوق الإنسان السابقة، ويتكون من 47 دولة تُنتخب من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة لفترات تمتد لثلاث سنوات.

وتتوزع مقاعد المجلس وفق توازن جغرافي محدد يضمن تمثيل كل منطقة في العالم، حيث تحصل الدول الإفريقية والآسيوية على 13 مقعدًا لكل منهما، وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي على 8، وأوروبا الغربية والدول الأخرى على 7، وأوروبا الشرقية على 6 مقاعد.

تتمثل مهمة المجلس في تعزيز وحماية جميع حقوق الإنسان في أنحاء العالم، ومناقشة القضايا والملفات التي تتطلب اهتمامًا عاجلًا، من خلال اجتماعات تُعقد بانتظام في مقر الأمم المتحدة في جنيف.