بمشاركة أكثر من 20 دولة.. مصر تعلن عقد قمة للسلام في شرم الشيخ
بمشاركة أكثر من 20 دولة.. مصر تعلن عقد قمة للسلام في شرم الشيخ
أعلنت الرئاسة المصرية عقد قمة دولية كبرى حول غزة، تحت عنوان “قمة شرم الشيخ للسلام”، غداً الاثنين، برئاسة مشتركة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، بمشاركة أكثر من عشرين دولة من مختلف أنحاء العالم.
وجاء هذا الإعلان في لحظة بالغة الحساسية، إذ تقترب الحرب في غزة من عامها الثاني، وقد خلفت دماراً واسعاً ومعاناة إنسانية غير مسبوقة بين المدنيين الفلسطينيين، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، مساء السبت.
وتُعد القمة، بحسب البيان الرئاسي المصري، الخطوة الأولى نحو تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار النهائي بين إسرائيل وحركة حماس، والذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية – قطرية – أمريكية مشتركة.
تحركات دبلوماسية مكثفة
أكد البيان الرسمي المصري أن القمة تهدف إلى “إنهاء الحرب في قطاع غزة وتعزيز جهود إحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وفتح صفحة جديدة من الأمن الإقليمي”.
وأضاف أن رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام تقوم على ما وصفه بـ “تحقيق استقرار شامل في الشرق الأوسط، ومعالجة النزاعات الممتدة التي أثقلت شعوب المنطقة بالحروب والمعاناة”.
ومن جانبه، أعلن الإليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيشارك في القمة، إلى جانب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ما يعكس اهتماماً أوروبياً متزايداً بإيجاد تسوية إنسانية وسياسية للأزمة.
وشهدت الساعات التي سبقت الإعلان نشاطاً دبلوماسياً مكثفاً، إذ ناقش وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ونظيره الأمريكي ماركو روبيو في اتصال هاتفي الترتيبات النهائية لعقد القمة، ومنها المرحلة الأولى من تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى والمعتقلين وفتح المعابر الإنسانية.
البعد الإنساني للأزمة
تسعى القمة، وفق مصادر دبلوماسية مصرية، إلى وضع خطة إنسانية شاملة لإغاثة سكان قطاع غزة، تشمل إدخال المساعدات دون قيود، وتوفير ممرات آمنة للمدنيين، وإعادة إعمار البنية التحتية المدمرة.
وتشير التقديرات الأممية إلى أن أكثر من 80% من سكان القطاع أصبحوا نازحين داخلياً، في حين تعاني المستشفيات من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، وسط انتشار الأمراض وسوء التغذية.
وقالت المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية في فلسطين، لين هاستينغز، في تصريح سابق إن "الأولوية القصوى اليوم هي حماية المدنيين ووقف دورة العنف التي تحوّلت إلى مأساة يومية".
وأضافت أن القمة المنتظرة في شرم الشيخ تمثل فرصة نادرة لإعادة البعد الإنساني إلى صدارة المشهد السياسي بعد شهور طويلة من التصعيد العسكري.
خشية من “صفقة كبرى”
يرى مراقبون أن القمة تحمل آمالاً كبيرة للفلسطينيين بوقف نزيف الدم وإطلاق عملية سياسية تضمن حقهم في الحياة والأمن والكرامة.
وفي المقابل، يخشى بعض المسؤولين الفلسطينيين من أن تتحول القمة إلى منبر لإعادة إنتاج اتفاقات سياسية تفرض واقعاً جديداً في غزة دون معالجة جذور القضية الفلسطينية.
وقال المحلل الفلسطيني سامي أبو يوسف إن “الجانب الإنساني لا يمكن فصله عن السياسي، فالمطلوب ليس فقط وقف إطلاق النار، بل رفع الحصار وإعادة إعمار القطاع وضمان حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم”.
وأضاف أن “أي اتفاق لا يعالج الأسباب العميقة للصراع سيظل هشّاً ومعرضاً للانفجار في أي لحظة”.
دعوة لوحدة الجهود
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في بيان لاحق أن مصر “ستظل ملتزمة بدورها التاريخي في دعم الشعب الفلسطيني والدفاع عن حقوقه المشروعة”، مشيراً إلى أن شرم الشيخ ستكون منصة للحوار من أجل إنهاء مأساة إنسانية استمرت أكثر من عامين.
وشدد على أن القاهرة “لن تدخر جهداً في جمع الأطراف حول رؤية واقعية توازن بين متطلبات الأمن والسلام والعدالة الإنسانية”.
من جانبه، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تصريحات صحفية قبل توجهه إلى القاهرة، إن “وقف إطلاق النار في غزة سيمهد لسلام أوسع في الشرق الأوسط”، مؤكداً أنه “يتطلع للقاء العديد من القادة في مصر لمناقشة مستقبل المنطقة وبناء شرق أوسط جديد أكثر استقراراً”.
وتأتي قمة شرم الشيخ للسلام في لحظة مفصلية، وسط تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة واحتقان سياسي متزايد في المنطقة.
ويرى دبلوماسيون أن نجاح القمة سيعتمد على مدى التزام الأطراف بتنفيذ الاتفاق الإنساني والسياسي، وعلى ضمان دور دولي فعال في مراقبة وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار.










