حكم إعدام يثير عاصفة دولية.. قضية زهراء طبري تختبر سجل إيران الحقوقي
حكم إعدام يثير عاصفة دولية.. قضية زهراء طبري تختبر سجل إيران الحقوقي
أثار حكم الإعدام الصادر بحق السجينة السياسية زهراء شهباز طبري موجة واسعة من الإدانات الدولية، بعدما اعتقلتها السلطات الإيرانية من منزلها من دون أمر قضائي، ثم أصدرت الدائرة الأولى في المحكمة الثورية في رشت حكمًا بإعدامها.
حوّل هذا الحكم قضية طبري إلى محور اهتمام واسع لدى المدافعين عن حقوق الإنسان، بوصفها مثالًا جديدًا على تصعيد القمع ضد النساء والناشطات السياسيات في إيران، بحسب ما ذكرت شبكة “إيران إنترناشيونال”، اليوم السبت.
وعكس المسار القضائي للقضية، وفق منظمات حقوقية، نمطًا متكررًا من المحاكمات التي تفتقر إلى أبسط معايير العدالة والإجراءات القانونية السليمة.
إدانة غير مسبوقة
أصدر أكثر من 400 ناشط حقوقي وحائز على جائزة نوبل من دول مختلفة بيانًا مشتركًا أدانوا فيه حكم الإعدام الصادر بحق زهرة شهباز طبري.
وأكد البيان أن النساء اللواتي يناضلن ضد قمع النظام الإيراني يواجهن خطر العقوبة القصوى، مطالبًا بإلغاء الحكم فورًا وضمان حماية طبري من أي انتهاكات إضافية.
وشدّد الموقعون على أن استمرار تنفيذ أحكام الإعدام بحق السجينات السياسيات يشكّل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، ويقوّض أي ادعاءات رسمية باحترام حقوق الإنسان.
محاكمة وتهم سياسية
أشار البيان إلى أن طبري حُكم عليها بالإعدام من دون حضور محاميها، وفي جلسات عُقدت عبر وسائل إعلام إلكترونية، ما حرمها من حق الدفاع القانوني.
ولفت إلى أن التهم الموجهة إليها ذات طابع سياسي، وأن سبب العقوبة لا يتجاوز رفعها لافتة كُتب عليها شعار “Jin Jiyan Azadî” (المرأة، الحياة، الحرية) الذي تحوّل إلى رمز للاحتجاجات النسوية في إيران.
وكشف ذلك، بحسب حقوقيين، عن توظيف القضاء أداة لإسكات التعبير السلمي وقمع الرموز الاحتجاجية.
سجل من الإعدامات والتمييز
ذكّر البيان بأن النظام الإيراني مارس، على مدى أكثر من أربعة عقود، تمييزًا ممنهجًا ضد النساء، ونفّذ آلاف الإعدامات بحق سجناء وسجينات سياسيات.
واستحضر الموقعون مجزرة عام 1988، معتبرينها مثالًا صارخًا على استخدام الإعدام وسيلة لإخضاع المعارضين.
أبرز البيان أن إيران تُعد من الدول العليا عالميًا في تنفيذ أحكام إعدام النساء، مؤكدًا أن قضية زهرة شهباز طبري تجسّد المخاطر التي تواجهها النساء المنتفضات ضد القمع، رغم أنهن كنّ في طليعة من أطلقن وقُدن حركة “Jin Jiyan Azadî”.
مطالب بالإفراج ودعم دولي
طالب الموقعون بالإفراج الفوري عن زهرة شهباز طبري، ودعوا دول العالم إلى دعم نضال المرأة في شرق كردستان وإيران، والضغط على طهران لوقف تنفيذ أحكام الإعدام السياسية.
وحذّر نشطاء من أن الصمت الدولي قد يشجع على مزيد من التصعيد، ويُكرّس الإفلات من العقاب.
كانت زهرة شهباز طبري البالغة من العمر 67 عامًا مهندسة كهربائية من مدينة رشت بمحافظة جيلان، واعتقلتها السلطات الإيرانية في 17 أبريل الماضي من منزلها من دون أمر قضائي، قبل أن تواجه حكمًا بالإعدام.
وتحولت قضيتها، في نظر المدافعين عن حقوق الإنسان، إلى رمز جديد لمعاناة السجينات السياسيات في إيران، ودليل إضافي على استخدام القضاء أداة قمع سياسي، ولا سيما ضد النساء.











