بيليز توافق على استقبال مهاجرين مرحّلين من الولايات المتحدة مؤقتاً
بيليز توافق على استقبال مهاجرين مرحّلين من الولايات المتحدة مؤقتاً
أعلنت الولايات المتحدة وبيليز، توصلهما إلى اتفاق جديد يقضي باستضافة بيليز مؤقتاً لمهاجرين مرحّلين من الأراضي الأمريكية، في انتظار البت في طلبات لجوئهم.
وتعدّ هذه الخطوة أحدث إجراء ضمن سلسلة الاتفاقات المثيرة للجدل التي تتبناها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إطار سياستها المتشددة تجاه الهجرة غير النظامية، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم الثلاثاء.
أكدت حكومة بيليز في بيان نُشر على صفحتها الرسمية في "فيسبوك" أنها وقعت اتفاقاً مع واشنطن يسمح بإرسال طالبي اللجوء إلى أراضيها مؤقتاً، واصفة نفسها بأنها "دولة ثالثة آمنة"، أي بلد يمكن للمهاجرين البقاء فيه إلى حين انتهاء دراسة ملفاتهم من قبل السلطات الأمريكية.
وأوضح البيان أن نص الاتفاق لم يُنشر بعد رسمياً، وأن دخوله حيّز التنفيذ مرهون بموافقة مجلس الشيوخ في بيليز، في خطوة يرى مراقبون أنها قد تواجه اعتراضات داخلية بسبب الضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها البلد الصغير.
ويمتد الاتفاق لعامين، وقد وقّعه عن حكومة بيليز وزير الخارجية فرانسيس فونسيكا، في حين وقّعت عنه من الجانب الأمريكي كاثرين بيمر، القائمة بأعمال السفارة الأمريكية في العاصمة بلموبان.
خطوة لوقف الهجرة
في واشنطن، قالت وزارة الخارجية الأمريكية عبر منشور على منصة "إكس" إن الاتفاق يمثل "خطوة مهمة لوقف الهجرة غير الشرعية ومكافحة التجاوزات في نظام اللجوء"، مؤكدة أنه يندرج ضمن التزام البلدين بمواجهة التحديات الإقليمية المشتركة، لا سيما تدفق المهاجرين عبر الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تأتي امتداداً لاستراتيجية ترامب الهادفة إلى نقل عبء المهاجرين إلى دول ثالثة بدلاً من استقبالهم داخل الولايات المتحدة، وذلك ضمن حملة الترحيل الواسعة التي أطلقها منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي.
منذ توليه الرئاسة مجدداً، كثّف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جهوده لعقد اتفاقيات مع دول أمريكا اللاتينية وإفريقيا لاستضافة المهاجرين المرحّلين مؤقتاً، تحت ذريعة تخفيف الضغط عن نظام اللجوء الأمريكي.
وتشمل هذه الاتفاقيات السلفادور، أوغندا، جنوب السودان، رواندا، بنما، كوستاريكا، وهندوراس، التي استقبلت بالفعل أعداداً من طالبي اللجوء.
ويرى منتقدو هذه السياسة أن إرسال طالبي اللجوء إلى دول تعاني بدورها من أزمات اقتصادية أو تحديات أمنية يفاقم معاناتهم، ويعرّض حياتهم للخطر، بينما تدافع إدارة ترامب بأنها تسعى لإعادة ضبط النظام الحدودي والحد من استغلال مسار اللجوء لأغراض الهجرة الاقتصادية.
بيليز بين الضغوط والالتزامات
تواجه بيليز، الدولة الصغيرة الواقعة في أمريكا الوسطى والمطلة على البحر الكاريبي، ضغوطاً اقتصادية واجتماعية متزايدة، إذ يبلغ عدد سكانها نحو 400 ألف نسمة فقط، وتعتمد بشكل أساسي على السياحة والزراعة.
ويرى محللون أن استضافة المهاجرين المرحّلين من الولايات المتحدة قد تخلق تحديات إضافية تتعلق بتوفير المأوى والخدمات الصحية والغذاء للمهاجرين، وسط محدودية الموارد المحلية.
ورغم ذلك، تؤكد حكومة بيليز أن الاتفاق سيسهم في تعزيز التعاون الثنائي مع واشنطن والحصول على دعم مالي وتقني لتحسين البنية التحتية ومرافق الاستقبال، بما يضمن احترام حقوق طالبي اللجوء وفق المعايير الدولية.
وبموجب هذا الاتفاق، تنضم بيليز إلى قائمة الدول التي تستقبل مهاجرين مرحّلين من الولايات المتحدة، في خطوة قد تُحدث جدلاً سياسياً داخلياً وتثير تساؤلات حول مدى قدرة البلاد على تحمل تبعات هذه السياسة، في حين تبقى قضية الهجرة غير الشرعية واحدة من أكثر الملفات اشتعالاً في العلاقات الأمريكية اللاتينية.










