من سان دييغو للبيت الأبيض.. أوشا فانس هندوسية تعيد تعريف التعايش الأمريكي
من سان دييغو للبيت الأبيض.. أوشا فانس هندوسية تعيد تعريف التعايش الأمريكي
في خضم الصخب الانتخابي والسياسي في الولايات المتحدة، وجدت أوشا فانس نفسها فجأة في قلب عاصفة رقمية لم تختَرها، زوجة المرشح لمنصب نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، المحامية اللامعة ذات الأصول الهندية، لم تكن تتوقع أن يصبح إيمانها الشخصي موضع نقاش عام، ولا أن تُقاس أهليتها الاجتماعية بمعتقدها الديني.
ولدت أوشا في سان دييغو لأبوين هنديين مهاجرين، ونشأت على القيم الهندوسية، لكنها أيضًا ابنة للحلم الأمريكي بامتياز، درست في جامعة كامبريدج ثم في جامعة ييل.
وعملت في واحدة من أعرق شركات المحاماة، واليوم، تجد نفسها على أعتاب أن تصبح أول سيدة ثانية من أصول آسيوية في تاريخ الولايات المتحدة رمزاً لتعدد الوجوه التي تشكل المجتمع الأمريكي.
جدل بسبب الديانة
لكن الجدل لم يأتِ من إنجازاتها، بل من ديانتها وفق صحيفة "نيويورك تايمز"، فبعد أن صرّحت بأنها لم تعتنق المسيحية، انهالت التعليقات على مواقع التواصل داخل الولايات المتحدة التي تساءلت عن ملاءمتها لدور السيدة الثانية.
وردّ زوجها، السيناتور جي دي فانس، بحزم على الهجوم: “زوجتي هي أعظم نعمة في حياتي، إيماني لا يجعلني أحبها أقل، بل أكثر”.
وأكد أن احترام الاختلاف هو ما يجعل علاقتهما أقوى، مضيفاً: “هي ليست مسيحية، ولا تنوي أن تكون، لكننا نلتقي في الحب والإيمان بالحياة”.
تقبل الاختلافات في المجتمع
يرى البعض أن زواج فانس من أوشا يظهر احتراماً للتنوع الثقافي والديني في الولايات المتحدة، ويعد خطوة مهمة نحو تقبل الاختلافات في المجتمع الأمريكي.
ومن جهة أخرى، يعتقد آخرون أن عدم اعتناق أوشا فانس المسيحية يعد قضية حساسة قد تؤثر في صورتها بوصفها زوجة نائب الرئيس، في مجتمع غالباً ما يولي أهمية كبيرة للمعتقدات الدينية.
في النهاية، تبقى أوشا فانس أكثر من مجرد زوجة لنائب الرئيس القادم، إنها امرأة تواجه ضغوط الرأي العام بالإيمان بذاتها، وتذكّر العالم بأن الحب لا يحتاج إلى اعتناق دين واحد، بل إلى قلبٍ يتسع للجميع.










