بريطانيا ترسل مساعدات إنسانية وتُخلي مواطنيها بعد كارثة إعصار "ميليسا" في الكاريبي

بريطانيا ترسل مساعدات إنسانية وتُخلي مواطنيها بعد كارثة إعصار "ميليسا" في الكاريبي
تداعيات إعصار ميليسا

أجلت الحكومة البريطانية عدداً من مواطنيها من جامايكا بعد الدمار الهائل الذي خلّفه إعصار ميليسا، الذي ضرب الجزيرة بعنف الأسبوع الماضي، مدمراً البنية التحتية ومخلفاً أزمة إنسانية واسعة، وأفادت شبكة "بي بي سي" أن طائرة مستأجرة وصلت إلى مطار غاتويك في لندن اليوم الأحد، قادمة من كينغستون، وعلى متنها عدد من البريطانيين الذين كانوا على الجزيرة عند مرور الإعصار، في إطار خطة لإجلاء نحو ثمانية آلاف شخص.

مساعدات تضامنية من لندن

وقالت وزيرة الخارجية البريطانية، إيفيت كوبر، إن الحكومة رفعت قيمة المساعدات المخصصة لدول الكاريبي المتضررة من الإعصار من 2.5 إلى 7.5 مليون جنيه إسترليني، بعد تقدير حجم الخسائر، وتشمل الحزمة مساهمة حكومية لمطابقة التبرعات العامة حتى مليون جنيه إسترليني لصالح الصليب الأحمر والهلال الأحمر، فيما كان الملك تشارلز والملكة كاميلا من أوائل المتبرعين، وأوضح الصليب الأحمر البريطاني أن الدعم سيُستخدم في عمليات البحث والإنقاذ وتأمين المأوى والمياه النظيفة والخدمات الصحية للمتضررين.

جزيرة في الظلام والمعاناة

ويعيش حالياً نحو 72% من سكان جامايكا دون كهرباء، بينما لجأ أكثر من ستة آلاف شخص إلى مراكز إيواء طارئة، في ظل نقص حاد في الغذاء والمياه والوقود، وقالت وزيرة الإعلام الجامايكية دانا موريس ديكسون إن هناك مجتمعات كاملة معزولة ومناطق مسطحة بالكامل، مشيرة إلى أن فرق الإغاثة تواجه صعوبة في الوصول إلى بعض المناطق، كما أكد وزير الصحة الدكتور كريستوفر تافتون تضرر عدد من المستشفيات، من بينها مستشفى بلاك ريفر الذي نُقلت خدماته مؤقتاً بعد تعرضه لأضرار جسيمة.

تضامن إقليمي ودولي

وفي محاولة لتسريع جهود الإغاثة، أرسلت منظمة المهمة العالمية للتمكين قافلة من سبع شاحنات محملة بالمساعدات إلى بلدة بلاك ريفر الأكثر تضرراً، بدعم من الجالية الجامايكية في فلوريدا، كما وصلت إمدادات إضافية عبر المروحيات من منظمات ودول أخرى، في وقت تؤكد فيه السلطات المحلية أن المساعدات الحالية لا تلبي بعد حجم الكارثة، لكنها تمثل خطوة أولى لتخفيف معاناة السكان وإعادة الحياة إلى الجزيرة المنكوبة.

يُعد إعصار ميليسا من أقوى الأعاصير التي ضربت الكاريبي خلال العقد الأخير، حيث وصل إلى الفئة الخامسة برياح تجاوزت سرعتها 250 كيلومتراً في الساعة، وتسببت العاصفة في انهيارات أرضية ودمار واسع في الطرق والمنازل وانقطاع شبه تام للكهرباء والاتصالات، وتأتي هذه الكارثة في وقت تعاني فيه دول المنطقة من هشاشة اقتصادية وبنية تحتية محدودة أمام الكوارث الطبيعية المتكررة، ما يجعل الحاجة إلى دعم دولي مستدام أمراً ملحّاً لحماية السكان وتعزيز قدرة المجتمعات على الصمود في وجه الأزمات المناخية المقبلة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية