لمواجهة العنف الرقمي.. تأسيس المرصد الوطني لحماية النساء في المغرب

لمواجهة العنف الرقمي.. تأسيس المرصد الوطني لحماية النساء في المغرب
ندوة حول جحيم العنف الرقمي بالمغرب

نظمت جمعية التحدي للمساواة والمواطنة، ندوة بالدار البيضاء، تحت شعار "تحت نيران النقرات.. جحيم العنف الرقمي"، لتقديم تقريرها الجديد حول العنف الرقمي ضد النساء والفتيات في المغرب، والإعلان عن تأسيس المرصد الوطني لحمايتهن، تزامناً مع حملة الأيام الأممية الـ16 للقضاء على العنف ضد النساء. 

شارك في الندوة عدد من الصحفيات والناشطات الحقوقيات، حيث تم استعراض أبرز الظواهر المرتبطة بالعنف الرقمي، وآليات الرصد والتوثيق، والخطط المستقبلية للمرصد الوطني، بحسب ما ذكر موقع “هيسبريس” المغربي، الثلاثاء.

وكشفت الجمعية أن مراكز الاستماع التابعة لها سجلت 535 حالة خلال الأشهر الأخيرة، وأوضحت أن النساء والفتيات في الفئة العمرية بين 18 و35 سنة يشكلن 40% من الضحايا. 

ورصد التقرير أن ارتفاع المستوى التعليمي للنساء يرتبط بزيادة التعرض للعنف الرقمي، نتيجة النشاط المكثف على وسائل التواصل، مع تركز أشكال العنف في إرسال الصور الإيحائية والابتزاز المالي بنسبة 14%.

وأظهرت البيانات أن 68% من المعنّفين مجهولون، في حين عرفت الضحايا 31% منهم، مؤكدةً أن معظم النساء والفتيات لا يبلغن عن الانتهاكات، حيث لم تتجاوز القضايا المقدمة إلى القضاء 70 حالة فقط، رغم خطورة المضامين المرسلة.

إطلاق المرصد الوطني

ركزت الندوة على ثلاثة محاور، هي تقديم التقرير الموضوعاتي للعنف الرقمي، إطلاق المرصد الوطني للحماية، وقراءة في الأحكام القضائية ذات الصلة بالضحايا. 

وأوضحت رئيسة الجمعية بشرى عبدو أن 79% من النساء لا يستطعن التبليغ عن العنف الرقمي، ما يعكس حجم الخوف والوصم الاجتماعي الذي يعوق الضحايا.

وأشارت عبدو إلى خطورة المعنّف المجهول الهوية، وبيّنت أن الفتيات الجامعيات بين 18 و28 عاماً يشكلن الفئة الأكثر تعرضاً للعنف، لافتةً إلى أن تطبيق واتساب أكثر الوسائل استخداماً في هذا النوع من الانتهاكات، بسبب سهولة إرسال الرسائل والمحتوى الإيحائي. 

كما أعلنت عن شراكة الجمعية مع 13 جمعية من سبع جهات لإطلاق المرصد الوطني، القائم على أربع ركائز: التوثيق، الرصد، التكفل، والترافع.

ارتفاع العنف الرقمي 

سلطت مسؤولة التنسيق والترافع بالجمعية، رجاء حمين، الضوء على ارتفاع العنف الرقمي الذي يؤثر في مختلف مكونات المجتمع المغربي. أكدت أن الأرقام تدق ناقوس الخطر، وتفرض ضرورة تكثيف الجهود المشتركة لحماية النساء والفتيات. 

وقدمت الندوة توصيات لتعزيز الإطار القانوني، إدماج الوقاية الرقمية في المؤسسات التعليمية، ورفع وعي وسائل الإعلام والهيئات الاجتماعية حول هذه الظاهرة.

وأسست جمعية التحدي المرصد الوطني لحماية النساء والفتيات من العنف الرقمي لضمان رصد الظاهرة، توثيق الحالات، التكفل بالضحايا، والترافع. 

لضمان وصول الدعم

غطّى المرصد سبع جهات بالمغرب لضمان وصول الدعم لأكبر عدد من الضحايا، مع التركيز على النساء في وضعية إعاقة، ذوات البشرة السوداء، والفئات الأكثر تعرضاً.

وشددت شروق مجعيط، مديرة مركز التكوين "محمد أزطوط" وعضوة المرصد، على ضرورة تكاثف جهود الجمعيات النسائية، محذرةً من أن عزلة بعض الضحايا قد تدفعهن للانتحار

وأكدت أن التعاون المدني والمؤسساتي هو الحل لضمان فضاء رقمي آمن وحماية كرامة النساء والفتيات.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية