رغم الصعوبات.. الدفاع المدني بغزة يواصل جهود انتشال جثامين الشهداء من تحت الأنقاض
رغم الصعوبات.. الدفاع المدني بغزة يواصل جهود انتشال جثامين الشهداء من تحت الأنقاض
تواجه مدينة غزة مأساة مستمرة منذ بدء العدوان الإسرائيلي، حيث تستمر طواقم الدفاع المدني في البحث عن جثامين الشهداء تحت أنقاض المنازل المدمرة، وتبرز هذه العمليات في ظل تحديات كبيرة، إذ يعمل الفريق الإنساني بأدوات بسيطة بعد تدمير معظم المعدات الثقيلة خلال الحرب، في محاولة لاستعادة حياة كريمة للضحايا ومنح العائلات فرصة لدفن أبنائهم بكرامة.
وأعلنت المديرية العامة للدفاع المدني بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم الاثنين، عن بدء عمليات البحث في منازل صغيرة الحجم دُمّرت خلال العدوان، وكان أبرزها منزل عائلة أبورمضان الذي احتضن نحو 60 شخصاً من النساء والأطفال والشيوخ النازحين، وتشارك في هذه الجهود الهيئة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة ولجنة الطوارئ وإدارة الاستجابة السريعة والأدلة الجنائية والطب الشرعي وذوو الشهداء وتجمع القبائل والعشائر وفق المركز الفلسطيني للإعلام.
أكد الدفاع المدني أن عدم توفر المعدات الثقيلة يمثل عائقاً كبيراً أمام انتشال الجثامين، مشيرة إلى حاجة عاجلة لنحو 20 باقر و20 حفار لاستكمال أعمال البحث، وطالبت المديرية المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالتدخل لإدخال هذه المعدات، معتبرة أن تأخر ذلك يعوق دفن الشهداء وفق المعايير الإنسانية والدينية ويزيد من معاناة الأهالي.
انتهاكات وانعدام الأمن
وعلى الرغم من وقف إطلاق النار منذ 10 أكتوبر 2025، واصلت قوات الجيش الإسرائيلي خروقاتها لليوم الـ66، إذ شنت غارات وقصفت مناطق شرقي مدينة غزة ورفح وخان يونس ووسط القطاع، كما شارك الطيران المروحي والزوارق الحربية في تنفيذ عمليات قصف مكثف، ما يعقد مهمة الدفاع المدني ويزيد من خطورة الظروف على السكان المدنيين.
ومنذ بدء العدوان على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، بلغ إجمالي الشهداء 70663 شخصاً، والإصابات 171139 حالة، أما منذ بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر 2025، فقد تم انتشال 632 جثمان شهيد، بينما بلغ عدد الشهداء 391 شهيداً والإصابات 1063 مصاباً، في إحصاءات رسمية تعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها القطاع.
شددت المديرية العامة للدفاع المدني على ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، التي تحث على صون كرامة الموتى والكشف عن مصير المفقودين، وأوضحت أن صمت المجتمع الدولي حول استمرار القصف وتأخر توفير المعدات اللازمة يطرح تساؤلات حول ازدواجية المعايير وتناقض التعريفات المعلنة للإنسانية.
دعت المديرية الأهالي وذوي الشهداء إلى التعاون مع الطواقم لمساعدتهم في التعرف إلى هوية أبنائهم، موضحة أن بعض الجثامين قد تكون متحللة أو تحولت إلى رفات نتيجة قوة التفجيرات، وتعتبر هذه المشاركة ضرورية لإنجاح عمليات البحث وتخفيف معاناة العائلات في هذه الظروف القاسية.
مشاريع إنسانية متعددة
تشارك في عمليات البحث مشاريع إنسانية متعددة، إضافة إلى جهود وزارة الصحة ووزارة الأوقاف، بهدف توفير الدعم الطبي والتقني للأهالي وللطواقم المنقذة. وتشمل هذه المبادرات تقديم المساعدات النفسية والاجتماعية للأسر المتضررة، وإعادة تأهيل المناطق المدمرة بعد انتشال الجثامين، ما يعكس التنسيق بين الجهات الرسمية والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية.
يعيش قطاع غزة منذ عقود في دائرة النزاعات المسلحة، حيث شكلت الحروب المتكررة والعدوان الإسرائيلي المتواصل تحدياً كبيراً للمدنيين والبنية التحتية، خاصة الدفاع المدني الذي يعتمد على معدات بسيطة في ظل استهداف الجيش الإسرائيلي لمعظم قدراته خلال العمليات العسكرية.
وتشير تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية إلى أن الانتهاكات المستمرة للحقوق الأساسية تسببت في خسائر بشرية هائلة وأزمات إنسانية متفاقمة، تشمل فقدان المأوى والرعاية الصحية والغذاء والمياه النظيفة.
وتؤكد هذه التقارير أهمية تدخل المجتمع الدولي لإدخال المعدات الثقيلة وتقديم الدعم الإنساني العاجل، بما يضمن انتشال الجثامين والحد من تفاقم معاناة المدنيين، مع الالتزام بالقوانين الدولية واتفاقيات حقوق الإنسان لحماية الأرواح وصون كرامة الضحايا.











