يشلّ المستشفيات.. الأطباء المتدرّبون في إنجلترا يطلقون الإضراب الرابع عشر

يشلّ المستشفيات.. الأطباء المتدرّبون في إنجلترا يطلقون الإضراب الرابع عشر
إضراب أطباء في بريطانيا

أطلق آلاف الأطباء المتدرّبين في إنجلترا، اليوم الأربعاء، إضرابًا جديدًا يستمر 5 أيام متواصلة، ليكون الرابع عشر من نوعه خلال أقل من عامين، في تصعيد غير مسبوق داخل القطاع الصحي البريطاني، يأتي في توقيت بالغ الحساسية مع ذروة موسم الإنفلونزا واقتراب أعياد نهاية العام.

ويطالب الأطباء المتدرّبون، الذين يشكّلون نحو نصف الكادر الطبي العامل في خدمة الصحة العامة البريطانية (NHS)، بزيادة ملموسة في الأجور تعوّض التآكل الحاد في القدرة الشرائية الناتج عن التضخم المتراكم خلال السنوات الأخيرة، مؤكدين رفضهم عرضًا حكوميًا جديدًا قُدّم مطلع الأسبوع الجاري، لكونه لم يتضمن أي زيادة مباشرة في الرواتب، واكتفى بتغطية جزئية لبعض النفقات، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".

وبدأ الإضراب عند الساعة السابعة صباحًا بالتوقيت المحلي وتوقيت غرينتش، على أن يستمر حتى يوم الاثنين المقبل، في خطوة من شأنها تعميق الضغط على المستشفيات وخدمات الطوارئ، رغم إعلان السلطات الصحية أنها طلبت من المؤسسات الطبية الحفاظ على نحو 95 في المئة من نشاطها الاعتيادي.

سلسلة من الإضرابات

يأتي هذا التحرك ضمن سلسلة طويلة من الإضرابات التي نفذها العاملون في القطاع الصحي منذ مارس 2023، في إطار نزاع متصاعد مع الحكومات المتعاقبة حول الأجور وظروف العمل ونقص الكوادر، في وقت تعاني فيه خدمة الصحة العامة من أزمات بنيوية مزمنة.

وحذّر وزير الصحة البريطاني ويس ستريتينغ من التداعيات الخطيرة للإضراب على المرضى، معترفًا بصعوبة الظرف الزمني الذي اختاره الأطباء للتحرك. 

وقال في تصريح لإذاعة «إل بي سي»: «بذلت قصارى جهدي لتفادي هذه الإضرابات التي تأتي في أسوأ توقيت ممكن لخدمة الصحة العامة، وأشعر بأسف حقيقي تجاه المرضى الذين سيتأثرون».

زيادات لا تعوّض الخسائر

من جهته، اعتبر رئيس الوزراء العمّالي كير ستارمر، أن الإضراب «غير مسؤول»، مشيرًا إلى أن الأطباء حصلوا هذا العام على «زيادة كبيرة جدًا في الأجور»، وهو ما ترفضه النقابة الطبية، مؤكدة أن تلك الزيادات لا تعوّض الخسائر المتراكمة منذ أكثر من عقد.

وتطالب الجمعية الطبية البريطانية، وهي الجهة النقابية الممثلة للأطباء، بزيادة تقارب 26 في المئة في أجور الأطباء المتدرّبين، معتبرة أن هذا المطلب لا يمثل مكسبًا إضافيًا، بل محاولة لاستعادة مستوى الدخل الحقيقي الذي تآكل بفعل التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة.

ويفاقم الإضراب من حدة الأزمة الصحية في البلاد، إذ يتزامن مع موسم إنفلونزا وصفته السلطات الصحية بـ«القوي»، في ظل تسجيل أعداد قياسية من المرضى داخل المستشفيات. 

لوائح انتظار طويلة

بحسب أرقام رسمية تعود إلى 11 ديسمبر، ارتفعت الحالات بنسبة 55 في المئة خلال أسبوع واحد، مع نقل معدل 2660 مريضًا يوميًا إلى المستشفيات بين الأول والسابع من الشهر.

وتعكس هذه الأرقام حجم الضغط المتزايد على خدمة الصحة العامة البريطانية، التي تعاني أصلًا من لوائح انتظار طويلة ونقص حاد في الأطباء والممرضين. 

ورغم الجدل الواسع حول توقيت الإضراب، أظهر استطلاع أجرته مؤسسة «يوغاف» في 12 ديسمبر أن نحو ثلث البريطانيين يؤيدون تحرك الأطباء، في مؤشر على اتساع فجوة الثقة بين العاملين في القطاع الصحي والسلطات الحكومية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية