المكسيك تعلن الطوارئ بسبب اقتراب أكبر موجة حر في تاريخها

المكسيك تعلن الطوارئ بسبب اقتراب أكبر موجة حر في تاريخها

أعلنت اللجنة الوطنية للمياه في المكسيك، كوناجوا، حالة الطوارئ والتأهب لاقتراب موجة حر شديدة، معروفة باسم كنيكولا، وتوقعات بأنها ستكون أكبر موجة حر في تاريخ البلاد، في الوقت الذي من المفترض أن المكسيك تشهد فيه موسم الأعاصير.

وبحسب وسائل إعلام محلية، يعرف المركز الوطني للوقاية من الكوارث (CENAPRED) هذه الظاهرة بأنها فترة ارتفاع درجة الحرارة بسبب التسخين المفرط للهواء والسماء الصافية وانخفاض هطول الأمطار، والتي تحدث عادة في منتصف العام.

ويأتي مصطلح كوناجوا من كوكبة Canicula المعروفة عند الرومان، الذين اعتقدوا أن حرارة الشمس تزيد من سطوع النجم الأكثر سطوعا، وذلك يكون في فصل الصيف ما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة.

وتؤدي هذه الظاهرة إلى انخفاض هطول الأمطار بسبب الرياح التي تهب من الشرق، ما يمنع تكوُّن السحب فوق المحيط. ونتيجة لذلك، تعاني بعض مناطق البلاد من الجفاف خلال هذه الفترة وارتفاع في درجات الحرارة.

وتشهد المكسيك موجة جفاف غير مسبوقة أدت إلى نقص بعض المحاصيل الزراعية، مثل البن، وحذر اتحاد منتجي البن المستقلين هذا الأسبوع من المخاطر التي تهدد ما يتراوح بين 80% و90% من المحاصيل على الحدود الجنوبية للمكسيك بسبب الجفاف المستمر منذ يناير، لذا فإن الدعم الحكومي عاجل.

وقال اتحاد منتجي القهوة المستقلين، إنه يتم إنتاج 6 ملايين كيس من القهوة بشكل عام، ولكن في دورة الإنتاج سينخفض إلى 5 ملايين فقط.

وقال ممثل الاتحاد إسمايل جوميز، إن نباتات البن تظهر متضررة من الجفاف، ووفقا للإحصاء الأخير، فإن هناك 170 ألف هكتار في منطقة الحدود الجنوبية للمكسيك، مع وجود عدد مماثل من المزارعين الذين يمكن أن يتأثروا بالجفاف.

قضية التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية  وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

اتفاق تاريخي

وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة.

وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.

ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".

 

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية