الفاو تحذر من تعرض ثلثي سكان جنوب السودان للجوع بين مايو ويوليو
الفاو تحذر من تعرض ثلثي سكان جنوب السودان للجوع بين مايو ويوليو
حذرت وكالة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" من تعرض نحو ثلثي السكان في جنوب السودان، لانعدام الأمن الغذائي خلال الفترة بين شهري مايو ويوليو من العام الجاري، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط.
وقال ممثل "الفاو" في جنوب السودان ميشاك مالو، خلال مؤتمر صحفي عبر الفيديو للصحفيين في جنيف، الثلاثاء، إن تحليلا لحالة الأمن الغذائي في السودان رجح أن يواجه نحو 7.74 مليون شخص أي ما يقرب من ثلثي البلاد في جنوب السودان الجوع بين مايو ويوليو من هذا العام، مشيرا إلى أن هذا هو أعلى رقم تم تسجيله على الإطلاق.
وذكرت المنظمة الدولية أن من بين هذا العدد، ما يقدر بنحو 87 ألف شخص سيواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي طبقا لمؤشر المرحلة الخامسة من التصنيف الدولي لمستويات انعدام الأمن الغذائي، والتي تشمل مستويات جوع شديد في مواجهة خيارات التأقلم المحدودة أو انعدامها.
وأفادت المنظمة بأن انعدام الأمن الغذائي الشديد في جنوب السودان يرجع إلى الفيضانات الغزيرة للعام الثالث على التوالي، والتي أدت إلى الحد الأدنى من الأنشطة الزراعية، وأدت أيضا إلى فقدان الماشية أو هجرتها وكذلك تعطيل تقديم الخدمات الأساسية، مؤكدة أن الصراع وانعدام الأمن يساهمان في حالات الجوع الشديد بالبلاد.
وحذر ممثل الفاو في جنوب السودان من إصابة ما يصل إلى 1.34 مليون طفل و676 ألف امرأة حامل ومرضعة بسوء التغذية هذا العام، حسبما أفادت التوقعات.
وفي وقت سابق، قدرت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، أنه مقابل 1.5 مليار دولار فقط، يمكننا تقديم مساعدة زراعية فورية منقذة للحياة وسبل العيش لنحو 50 مليون شخص، وتمكينهم من إنتاج الغذاء في الأماكن التي تشتد الحاجة إليها.
وقال مدير مكتب الطوارئ والصمود في (الفاو)، راين بولسن: "لقد كافح المليارات من الناس خلال العامين الماضيين، حيث ارتفع الجوع الحاد وعاد خطر المجاعة مرة أخرى".
عدم الاستقرار
وتعاني جنوب السودان، منذ استقلالها عن السودان في عام 2011، حالة من عدم الاستقرار، وبين عامي 2013 و2018 شهدت البلاد حرباً أهلية عنيفة بين قوات موالية لرئيس الدولة سلفا كير، والقبائل الموالية لنائبه رياك مشار.
أدى استمرار الصراع وعدم الاستقرار في البلاد إلى جانب التغيرات المناخية الشديدة ممثلة في كثرة الفيضانات إلى نزوح داخلي واسع النطاق وعبر الحدود، وفي عام 2021، كان هناك مليونا نازح داخلي في البلاد (55% منهم من النساء والفتيات)، مقارنة بـ1.7 مليون في عام 2020، ولا يزال 2.3 مليون جنوب سوداني إضافي لاجئين في البلدان المجاورة.
وتفيد التقديرات بأن أكثر من ثلثي سكان جنوب السودان، أي 8.9 مليون شخص، بحاجة إلى مساعدة إنسانية خلال العام الجاري 2022، بزيادة قدرها 600 ألف منذ عام 2021، خاصة خلال فترة الجفاف بين مايو ويوليو.