«قلبنا الذي احترق».. لبنانيون يبكون دمار سوق النبطية بعد غارة إسرائيلية
«قلبنا الذي احترق».. لبنانيون يبكون دمار سوق النبطية بعد غارة إسرائيلية
في صبيحة يوم الأحد، استيقظت مدينة النبطية بجنوب لبنان على مشهد مرير لسوقها التجاري الذي تحول إلى ركام بعد غارة إسرائيلية استهدفته.
المحال التي كانت يوما مصدر الحياة والنشاط في المدينة أصبحت أنقاضا، يتصاعد منها الدخان، أما السكان فهم مصدومون، يتنقلون بين الحجارة المدمرة، يعاينون الأضرار ويبكون ذكرياتهم في هذا المكان الذي كان يوما قلب مدينتهم النابض. وفقا لما أوردته وكالة فرانس برس، اليوم الأحد.
زلزال في السوق
طارق عبدالأمير صدقة، أحد سكان المدينة، كان غير قادر على إخفاء تأثره وهو يشاهد الدمار من حوله، يقول بصوت مختنق "وكأنه زلزال حلّ بسوق النبطية، دُمّر السوق بأكمله، حتى الزاوية التي كنا نجلس فيها ونحتسي القهوة صباحا دمرت".
الدمار والأضرار
الغارة، التي نُفذت مساء السبت، أسفرت عن إصابة ثمانية أشخاص بجروح بحسب وزارة الصحة، ورغم عدم إعلان الجيش الإسرائيلي عن طبيعة الهدف، فإن الدمار كان واضحا، فالجرافات تعمل على إزالة الأنقاض، وواجهات المحال المدمرة تروي قصة الخراب، لم يتبق سوى لافتات قليلة معلقة، وشجرة خضراء صامدة وسط الدمار، رمزًا للأمل في وجه الكارثة.
على بعد أمتار من الدمار، يقف طارق وهو يحمل عبوة مياه بلاستيكية، غير قادر على حبس دموعه، يقول: "أنا باقٍ هنا ولن أغادر النبطية، النبطية أمّنا، وأرزاق الناس دمرت.. إنه لأمر محزن".
حلمي جابر، رجل مسن، يتجول متكئا على عكاز، متحسرا على ما حل بالسوق الذي كان يوما مصدر فخر المدينة قائلاً "كانت هذه أجمل منطقة وأفضل سوق"، ويضيف جابر وهو يشعر بالعجز والخوف من ضربات جديدة قد تستهدف النبطية، معبراً عن خشيته قائلاً: "ليترأف الله بالناس ويساعدنا".
النبطية روحي
محمود خرابزيت، ابن المدينة، يؤكد أن الغارات الإسرائيلية لن تجبره على مغادرة النبطية، ويقول: "باقٍ هنا. النبطية روحي، وعندما تروح الروح نكون قد انتهينا"، وفي مشاعر مماثلة يعبر عنها الشيخ علي طه الذي يشبّه السوق بمنزله يقول: "هنا ترعرعنا، وهنا يعرف الجميع بعضهم البعض".
ذكريات بين الأنقاض
على مواقع التواصل الاجتماعي، تفاعل الناس مع منشورات تحكي قصص الذكريات التي عاشوها في السوق، وعبرت الكاتبة بادية فحص عن ألمها بقولها: "هذا قلبنا الذي احترق، وليس مجرد مربع أسمنت"، مذكّرة بأسماء المحال التي كانت جزءا من حياة السكان، وصوت الموسيقى الذي كان يملأ المكان.
منذ اندلاع الحرب في غزة في السابع من أكتوبر 2023، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل يومي عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
ويستهدف حزب الله بشكل رئيسي مواقع عسكرية إسرائيلية، في هجمات يشنّها من جنوب لبنان يقول إنها تأتي "دعما" لغزة و"إسنادا" لمقاومتها. وترد إسرائيل باستهداف ما تصفه بأنه "بنى عسكرية" تابعة للحزب، إضافة إلى تحركات مقاتليه.
وتتفاقم الأوضاع الإنسانية في لبنان بسبب القصف المتبادل بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، مع توغل إسرائيلي بري في الجنوب اللبناني، مما أدى إلى نزوح أعداد كبيرة من السكان واللاجئين بجانب مقتل وإصابة الآلاف.