"فايننشيال تايمز".. واشنطن وتل أبيب تدينان هجوماً استهدف إسرائيليين بالولايات المتحدة

وسط تحذيرات من تنامي معاداة السامية

"فايننشيال تايمز".. واشنطن وتل أبيب تدينان هجوماً استهدف إسرائيليين بالولايات المتحدة
عناصر من الشرطة الأمريكية - أرشيف

أدان مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون الهجوم المسلح الذي استهدف اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية، مساء الأربعاء، خارج المتحف اليهودي في العاصمة الأمريكية واشنطن، ما أدى إلى مقتلهما خلال خروجهما من حفل استقبال دبلوماسي، وفقاً لما نشرته صحيفة "فايننشيال تايمز"، اليوم الخميس.

وندّد الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ بما وصفه بـ"العمل الدنيء النابع من الكراهية ومعاداة السامية"، مشددًا على تضامن إسرائيل الكامل مع الجالية اليهودية في الولايات المتحدة، فيما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تشديد الإجراءات الأمنية في جميع السفارات الإسرائيلية حول العالم، عقب الحادث.

وعبر منصته "تروث سوشيال"، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى "وقف فوري لجرائم القتل البشعة المبنية على الكراهية"، مؤكدًا أنه "لا مكان لمعاداة السامية والتطرف في الولايات المتحدة".

ومن جهتها، تعهّدت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية كريستي نويم بـ"تقديم الجاني إلى العدالة"، في حين صرّح مساعد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي في واشنطن ستيف جينسن بأن المكتب يتعامل مع الهجوم كـ"جريمة كراهية وهجوم إرهابي محتمل".

تفاصيل الجريمة وهوية المنفذ

أكّدت شرطة العاصمة واشنطن أن الهجوم وقع عند الساعة التاسعة مساءً خارج المتحف اليهودي، في حين كان الموظفان الإسرائيليان يغادران فعالية استضافتها اللجنة اليهودية الأمريكية.

وأفادت وزارة الخارجية الإسرائيلية بأن الضحيتين هما سارة لين ميلجريم ويارون ليشينسكي، وقد لقيا حتفهما بعد إصابتهما بطلقات نارية أُطلقت من مسافة قريبة.

وألقت الشرطة القبض على المشتبه به، ويدعى إلياس رودريغيز، ويبلغ من العمر 30 عامًا، وينحدر من مدينة شيكاغو، وكشفت رئيسة شرطة واشنطن باميلا سميث أن رودريغيز صاح خلال اعتقاله بعبارة "فلسطين حرة"، ما يرجح، وفق التحقيقات الأولية، أنه نفذ الهجوم بمفرده وبدافع أيديولوجي.

دوافع عنصرية وتحذيرات أمنية

أظهرت كاميرات المراقبة أن رودريغيز تجوّل لفترة خارج المتحف، قبل أن يقترب من مجموعة من الأشخاص، ويستخرج سلاحًا ناريًا ويطلق النار، ثم دخل إلى المتحف، حيث تمكن عناصر الأمن من توقيفه وتسليمه للشرطة، التي استعادت السلاح المستخدم في الجريمة.

ووفقًا لصحيفة "فايننشيال تايمز"، فقد شكّل الحادث صدمة للجالية اليهودية في الولايات المتحدة، وخاصة في ظل تصاعد مظاهر العداء تجاه اليهود مؤخرًا.

وكشف مايكل ليتر، سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، أن الضحيتين كانا يخططان لإعلان خطبتهما، مشيرًا إلى أن الشاب كان قد اشترى خاتمًا وكان ينوي التقدّم لطلب يد صديقته في القدس خلال الأسبوع المقبل.

وصفت السفارة الإسرائيلية الضحيتين بأنهما "كانا في مقتبل العمر وصديقين محبوبين من جميع زملائهما"، مؤكدة أن "الحدث ترك جرحًا عميقًا لن يُنسى".

وأضاف ليتر أنه تواصل مع الرئيس ترامب، الذي وعد بأن تبذل إدارته كل الجهود لـ"مكافحة معاداة السامية ومحاولات نزع الشرعية عن إسرائيل".

موقف إسرائيل بالأمم المتحدة

حمّل داني دانون، سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، المجتمع الدولي مسؤولية التصعيد، وكتب على منصة "إكس" أن "إيذاء الجالية اليهودية يمثل تجاوزًا للخط الأحمر"، مضيفًا أن "إسرائيل ستواصل الدفاع عن مواطنيها وممثليها في كل مكان".

أما زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي تشاك شومر، فقد رأى في الحادث "مثالًا جديدًا على تفشي معاداة السامية"، داعيًا إلى مواجهته بـ"قوة وحزم على كافة المستويات".

وتتزامن هذه الجريمة مع تصاعد ملحوظ في حوادث العنف ضد الجاليات اليهودية في الولايات المتحدة ودول أخرى، على خلفية الحرب الجارية في قطاع غزة. 

وتشير دراسات حقوقية إلى أن مظاهر معاداة السامية ارتفعت بشكل حاد منذ هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، والذي أسفر، بحسب مسؤولين إسرائيليين، عن مقتل 1200 شخص واختطاف 250 آخرين.

وفي المقابل، أفادت مصادر فلسطينية أن العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي دخل شهره التاسع عشر، أسفر عن مقتل أكثر من 53500 فلسطيني، وتسبب في كارثة إنسانية شاملة، ما أجّج مشاعر الغضب في عدة عواصم عالمية.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية