الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر: حماية المدنيين في السودان باتت ضرورة عاجلة
الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر: حماية المدنيين في السودان باتت ضرورة عاجلة
أعرب المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغاريك عن قلق بالغ إزاء هجمات واسعة النطاق استهدفت مدينة الفاشر المحاصرة، عاصمة ولاية شمال دارفور، وأثرت على مخيم أبو شوك للنازحين.
ستيفان دوغاريك، في مؤتمره الصحفي اليومي يوم الثلاثاء، نقل عن مصادر محلية أن مقاتلين من قوات الدعم السريع نفذوا الهجوم، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن أربعين مدنياً في المخيم وإصابة تسعة عشر آخرين بجروح متفاوتة.
إدانة أممية وتحذيرات متكررة
القائم بأعمال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، شيلدون يت، أدان بشدة جميع الهجمات المتعمدة أو العشوائية ضد المدنيين، مؤكداً أن القانون الدولي الإنساني يفرض على جميع أطراف النزاع واجب حماية المدنيين وضمان سلامتهم.
وأضاف أن تكرار استهداف مخيمات النازحين وأماكن لجوء المدنيين بشكل شبه يومي يمثل مأساة قائمة بذاتها، مشدداً على ضرورة وقف هذه الاعتداءات فوراً.
حصار خانق ونزوح جديد
مع تصاعد العنف في الفاشر ومحيطها، أفادت تقارير بإغلاق الطرق المؤدية للخروج من المدينة، ما أدى إلى عزل المدنيين عن المساعدات ومنعهم من الوصول إلى مناطق أكثر أمناً.
المنظمة الدولية للهجرة أكدت أن الوضع الأمني في شمال دارفور متقلب للغاية، وأن ما لا يقل عن خمسمئة شخص نزحوا من مخيم أبو شوك إلى مواقع أخرى هرباً من الخطر.
الأمم المتحدة طالبت بتوفير ممرات آمنة وفورية للراغبين في مغادرة مناطق الاشتباكات، مجددة الدعوة لهدنة إنسانية تسمح بإيصال الغذاء والماء والأدوية وغيرها من الإمدادات الحيوية، خصوصاً مع تفاقم الجوع الحاد بين المحاصرين.
امتداد العنف إلى كردفان
القلق الأممي لم يقتصر على دارفور، إذ حذرت الأمم المتحدة من تفاقم العنف في منطقة كردفان.
المنظمة الدولية للهجرة أشارت إلى أن أكثر من ثلاثة آلاف شخص فروا من مدينة كادوقلي بين السادس والعاشر من أغسطس نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية.
وصول المساعدات إلى المدينة محدود للغاية، بينما طرق الإمداد الرئيسية من مدينة الأبيض باتت مغلقة بسبب الأعمال القتالية، الأمر الذي زاد من تدهور الوضع الاقتصادي ونقص السلع الحيوية.
دعوة للامتثال للقانون الدولي الإنساني
دوغاريك شدد على أن المجتمع الإنساني يرفع صوته مجدداً لتذكير أطراف النزاع بالتزاماتها القانونية بعدم استهداف المدنيين أو البنى التحتية المدنية، والعمل على تسهيل وصول المساعدات دون عوائق إلى جميع المحتاجين في السودان، سواء في مناطق النزاع المباشر أو في المدن المحاصرة.
تأتي هذه التطورات في سياق حرب متصاعدة في السودان منذ منتصف عام 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، امتدت من العاصمة الخرطوم إلى ولايات دارفور وكردفان ومناطق أخرى.
مدينة الفاشر تعد آخر عواصم ولايات دارفور التي ظلت تحت سيطرة القوات الحكومية، وهي ملاذ لعشرات الآلاف من النازحين الفارين من مناطق القتال. إلا أن اشتداد الحصار وتكرار الهجمات على مخيمات النزوح والمرافق الحيوية جعل الوضع الإنساني هناك على حافة الانهيار.
في كردفان، أدت المواجهات المتقطعة إلى قطع طرق الإمداد الرئيسية، ما عزل مدناً وبلدات عن الأسواق والمساعدات. المنظمات الإنسانية حذرت مراراً من أن استمرار القتال وعرقلة الإغاثة سيقود إلى أزمة إنسانية أعمق، تشمل نقص الغذاء، انتشار الأمراض، وزيادة معدلات النزوح الداخلي، ما ينذر بانهيار أوسع للبنية المجتمعية والاقتصادية في البلاد.