ماجي جبران.. أن تحيا من أجل الناس
ماجي جبران.. أن تحيا من أجل الناس
في الخامس من سبتمبر كل عام يحيى العالم العمل الخيري بإحياء ذكرى وفاة الأم تيريزا، والتي حصلت على جائزة نوبل للسلام عام 1979 تكريماً للعمل الخيري الذي اضطلعت به من أجل التغلب على الفقر، والحد من النزاعات ومساعدة المدنيين في مناطق النزاعات والصراعات ومواجهة الجوع، والتهميش، ورداءة ظروف المعيشة، وتقييد الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية.
ومن بين الشخصيات العربية التي لها جهود بارزة في العمل الخيري على نطاق عالمي تأتي المصرية ماجي جبران حتى إنها رُشحت لجائزة نوبل خمس مرات، نظرًا لما قدمته طول السنوات الماضية من جهود لم تسعَ من ورائها للحصول على جائزة أو تكريم، لكن كانت فقط تستهدف مساعدة المحتاجين وتحسين الظروف المعيشية في مختلف مناطق العالم دون تمييز على أي أساس.
من حي فقير إلى حلم أكبر
في حي فقير في القاهرة ولدت ماجي جبران عام 1949 ودخلت في مراحل التعليم المختلفة حتى حصلت على شهادة في علوم الحاسوب من الجامعة الأمريكية بالقاهرة وعملت أستاذة في نفس التخصص بالجامعة وتأثرت بجهود عائلتها الإنسانية وفي عام 1985 تأثرت بزيارة إلى حي الزبالين في المقطم، حيث صدمت بمستوى الفقر الشديد خاصة الأطفال.
قررت ماجي ترك وظيفتها في الجامعة وأن تسخر حياتها لمساعدة المحتاجين في تلك المناطق، فإن أهم عمل يقوم به الإنسان هو مساعدة إنسان آخر، فتكررت زياراتها إلى حي الزبالين، وفي كل مرة كانت تلتقي بعدد كبير من سكان الحي، تستمع لهم ولاحتياجاتهم.
أصبح وجهها مألوفًا لسكان الحي الفقير وقررت تأسيس جمعية "ستيفنز تشيلدرين" التي تستهدف المساهمة في إنقاذ الحياة وصنع الأمل وحفظ الكرامة البشرية للأطفال والشباب الفقراء والأقل حظاً، وتوفير التعليم والتدريب لهم بالإضافة إلى مساعدة أسرهم لتحسين وضعهم المعيشية وامتد نشاطها ليشمل عشرات الأحياء الفقيرة، من خلال العديد من الحملات والمبادرات الإنسانية والمجتمعية والتعليمية والتدريبية، التي استفاد منها الآلاف من الأسر والأطفال.
إنجازات بالأرقام
أسست من خلال جمعيتها 92 مركزاً توفر الرعاية والتعليم لأكثر من 18 ألف طفل، كما تسهم جمعيتها في توفير العلاج لأكثر من 40 ألف حالة مرضية سنوياً كذلك أسست الجمعية ثلاثة مراكز للتدريب المهني للأطفال والفتيان، كما توفر دورات تدريبية للأمهات لمساعدتهن على تحسين وضع أسرهن.
ترشحت لجائزة نوبل 5 مرات نظرًا لجهودها خلال السنوات الماضية كان آخرها في 2020.
في 2018 كرمها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بعدما حصلت على جائزة صناع الأمل وهي المبادرة الأكبر عربيًا لتكريم أصحاب العطاء في الوطن العربي.
إيمان بالحب كقوة للتغيير
تقول ماجي "إن الله أعطانا أكثر مما كنا نأمل أو نتخيل، أعطانا فرصة رائعة للوصول إلى الأطفال الفقراء وإذا أردنا أن نتقرب إليه أكثر، فعلينا أن نستمر في دعم ومساندة آلاف الأطفال الذين يحتاجون إلى الحب".
ماجي جبران تمثل نموذجاً مضيئاً للعمل الإنساني في العالم العربي، فهي المرأة التي تركت مقعد التدريس لتجلس بجوار الفقراء، وجعلت من التعليم والرعاية الصحية والتدريب المهني جسوراً نحو حياة أفضل. قصتها تذكير قوي بأن الخير لا يحتاج إلى منصب أو جائزة، بل إلى قلب نابض بالإيمان بإنسانية الإنسان.