في يومه الدولي.. ضرورة إنسانية لتحويل العمل الخيري من التطوع إلى الإلزام
يحتفل به في 5 سبتمبر من كل عام
باستلهام شخصية عالمية رائدة في العمل الإنساني، خصصت الأمم المتحدة ذكرى وفاة الأم تريزا الملقبة بـ"أم الفقراء" للاحتفال باليوم العالمي للعمل الخيري.
وتحيي الأمم المتحدة، اليوم الدولي للعمل الخيري، في 5 سبتمبر من كل عام، تذكيرا بأهمية القضاء على الفقر بكل صوره وأشكاله وأبعاده، والذي يعد تحديا عالميا هائلا أمام تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ووفق مفاهيم الأمم المتحدة، يتيح العمل الخيري، مثل التطوع والإحسان، فرصة لتعزيز الأواصر الاجتماعية والإسهام في خلق مجتمعات أكثر شمولا ومرونة في جميع أنحاء العالم.
ويمتلك العمل الخيري القدرة على رفع آثار الأضرار المترتبة على الأزمات الإنسانية، إلى جانب القدرة على دعم الخدمات العامة في مجالات الرعاية الطبية والتعليم والإسكان وحماية الأطفال.
يعد العمل الخيري فاعلا جيدا في تحسين الثقافة والعلوم والرياضة وحماية الموروثات الثقافية، فضلا عن تعزيزه حقوق المهمشين والمحرومين ونشر الرسالة الإنسانية في حالات الصراع.
ويدعو جدول أعمال التنمية المستدامة 2030 إلى تعزيز روح التضامن العالمي بين جميع البشر، لا سيما التركيز على حاجات الفئات الأضعف والأشد فقرا في العالم.
ويعترف جدول الأعمال بالدور الذي يضطلع به القطاع الخاص المتنوع، ابتداء من المؤسسات المتناهية الصغر ومرورا بالتعاونيات والشركات المتعددة الجنسيات، وانتهاء بالمنظمات الأهلية والخيرية في الدعم والمشاركة بالأعمال الإنسانية.
ووضعت أهداف التنمية المستدامة جدول أعمال يمكن تأطيره في خمسة مجالات وهي: البشر والكوكب والسلام والرخاء والشراكة، بحيث يعرض مفاهيم يمكنها تقديم أطر عملية لخدمة المؤسسات الخيرية في سعيها الجاد نحو تمكين الأفراد من الإسهام في تحسين العالم.
وبحسب الإيضاحات الأممية، تم إقرار اليوم الدولي للعمل الخيري بهدف توعية وتحفيز الناس والمنظمات غير الحكومية وأصحاب المصلحة المشتركة في جميع أنحاء العالم لمساعدة الآخرين من خلال التطوع والأنشطة الخيرية.
رائدة العمل الخيري
واختير تاريخ 5 سبتمبر من أجل إحياء ذكرى وفاة الأم تيريزا، والتي حصلت على جائزة نوبل للسلام في عام 1979 تكريما للعمل الخيري الذي اضطلعت به من أجل التغلب على الفقر، والذي يشكل حاليا تهديدا خطيرا للسلام العالمي.
وولدت آغنيس غونكزا بوجاكسيو، الراهبة والمبشرة المعروفة بالأم تريزا في عام 1910، وانتقلت للعيش إلى الهند في عام 1928، وكرست حياتها لمساعدة المهمشين والفقراء منذ ذلك الحين وحتى وفاتها.
وفي عام 1948 أصبحت مواطنة هندية وأسست جمعية أهلية للبعثات الخيرية في مدينة كالكتا الهندية في العام 1950، وكرسّت عملها لخدمة الفقراء والمعدمين ممن يموتون في تلك المدينة من آثار الجوع والفقر.
وعلى مدى أكثر من 45 عاما، وفرت جمعية الأم تيريزا العون للفقراء والمرضى والأيتام، في حين أوفدت الجمعية أفرادها لجميع أنحاء الهند والعالم، بهدف مساعدة الضعفاء والتطوع في دور العجزة والأيتام وبيوت إيواء المشردين.
الأم تيريزا
وتلقت الأم تيريزا عددا من الجوائز والأوسمة، بما في ذلك جائزة نوبل للسلام، اعترافا بجهودها الإنسانية وامتنانا بأعمالها الخيرية التي انتشرت في جميع أرجاء العالم.
وتوفيت الأم تيريزا في 5 سبتمبر 1997 عن عمر يناهز الـ87 عاما، حظيت خلاله بإعجاب الكثير من شعوب العالم بسبب مواقفها الإنسانية من إغاثة المنكوبين والمحتاجين والفقراء في المناطق الموبوءة بالأمراض والمجاعات.
ووفق مراقبين، فإنه عادة ما تركز الأعمال الخيرية على تقديم المساعدات النقدية أو الوجبات الغذائية والأدوية والملابس لمعاونة الحكومات على تنمية المجتمع، في مقابل تغافل تحويل العمل الخيري من الثقافة التطوعية إلى الإلزامية والمؤسسية، لا سيما على جميع المؤسسات الاقتصادية والربحية.
وتعد الصراعات السياسية والحروب المسلحة والكوارث الطبيعية والأوبئة، بمثابة جرس إنذار عالمي لتكثيف الاهتمام بتقديم المساعدات الإنسانية والقيام بالأعمال الخيرية لإنقاذ الشعوب المأزومة.