من روما إلى مدريد وبرشلونة.. مئات الآلاف يطالبون بإنهاء حرب غزة وإطلاق المحتجزين
من روما إلى مدريد وبرشلونة.. مئات الآلاف يطالبون بإنهاء حرب غزة وإطلاق المحتجزين
شهدت عدة مدن أوروبية، السبت، تظاهرات واسعة شارك فيها مئات الآلاف دعماً للفلسطينيين وللمطالبة بإنهاء الحرب في قطاع غزة، إلى جانب المطالبة بالإفراج عن محتجزين وناشطين كانوا على متن أسطول مساعدات دولي اعترضته إسرائيل خلال إبحاره نحو سواحل القطاع.
روما بين مليونية وهتافات الغضب
في العاصمة الإيطالية روما، خرجت واحدة من أضخم التظاهرات الأوروبية حيث تحدث المنظمون عن مشاركة نحو مليون شخص، في حين قدرت الشرطة الأعداد بـ 250 ألفاً بحسب فرانس برس، وجابت الحشود شوارع وسط المدينة وهي تهتف "أوقفوا الإبادة في غزة"، وسط انتشار أمني كثيف، ومع حلول المساء اندلعت اشتباكات مع الشرطة التي استخدمت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين، وأسفرت المواجهات عن اعتقال 11 شخصاً، وتأتي هذه التعبئة في ظل موجة احتجاجات يومية تعيشها المدن الإيطالية منذ اعتراض "أسطول الصمود" الأربعاء الماضي.
مدريد وبرشلونة على خط التضامن
وفي مدريد، شارك نحو 92 ألف شخص في مسيرة ضخمة، وفق تقديرات حكومية، رفعوا خلالها شعارات تدعو لوقف الحرب، وقال الطالب ماركوس باغاديزابال البالغ 19 عاماً: "نحن، من حياتنا ليست مهددة، يجب أن نناضل من أجل من يعانون حقاً".
أما في برشلونة، فقد جاب 70 ألف متظاهر شوارع المدينة رافعين لافتة ضخمة كتب عليها "أوقفوا الإبادة الجماعية في فلسطين، أوقفوا تجارة الأسلحة مع إسرائيل"، وقال المعلم جوردي باس: "إنه الشيء الوحيد الذي يمكن أن يمنح الفلسطينيين بعض الدعم، رؤية العالم بأسره يقف إلى جانبهم".
لندن بين التظاهر والحداد
في لندن، تجمع نحو ألف شخص في ساحة ترافلغار رغم دعوات الحكومة البريطانية إلى الامتناع عن التظاهر احتراماً لمشاعر الجالية اليهودية بعد الهجوم الدموي على كنيس في مانشستر الخميس الماضي، ورغم ذلك رفعت الهتافات المؤيدة لفلسطين، فيما أعلنت الشرطة اعتقال مئات الأشخاص بتهمة "دعم منظمة محظورة".
دبلن وباريس.. رسائل غضب وأمل
في العاصمة الأيرلندية دبلن، احتشد آلاف أمام البرلمان لإحياء ذكرى مرور عامين على ما وصفه المنظمون بـ "الإبادة في غزة".
أما باريس، فشهدت مسيرة شارك فيها ما بين خمسة وعشرة آلاف شخص بحسب تقديرات الشرطة والمنظمين، رُفعت خلالها الأعلام الفلسطينية وترددت هتافات مثل "عاش الأسطول" و"غزة، باريس معك".
أسطول آخر في الطريق
على وقع الاحتجاجات، أعلنت المتحدثة باسم الوفد الفرنسي المشارك في أسطول الصمود، هيلين كورون، أن النشطاء لن يتوقفوا عند اعتراض الأسطول الأخير، وقالت أمام المتظاهرين: "لن نتوقف أبداً! لم يصل هذا الأسطول إلى غزة، لكننا سنرسل أسطولاً آخر، ثم آخر، حتى تتحرر فلسطين وغزة".
بدأت موجة التضامن الأوروبي مع غزة منذ التصعيد العسكري الإسرائيلي الذي أعقب هجوم السابع من أكتوبر، ومع اعتراض القوات الإسرائيلية سفينة "أسطول الصمود" الدولي هذا الأسبوع واحتجاز عشرات النشطاء، تعالت الأصوات في الشوارع الأوروبية مطالبة بإنهاء الحرب ورفع الحصار المفروض على غزة، وتزامنت هذه التظاهرات مع تصريحات دولية، من بينها إعلان حركة حماس استعدادها للتفاوض بشأن الرهائن، في وقت تطرح فيه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطة جديدة لوقف الحرب وإعادة إعمار القطاع.