احتجاجات متواصلة.. تصاعد الغضب الطلابي في إيران رغم تشديد القبضة الأمنية

احتجاجات متواصلة.. تصاعد الغضب الطلابي في إيران رغم تشديد القبضة الأمنية
غضب طلابي في إيران - أرشيف

خرجت أمس الثلاثاء، موجة الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الإيرانية رغم تصاعد الإجراءات الأمنية، إذ شهدت جامعة خواجه نصير الدين الطوسي الصناعية في طهران تجمعاً جديداً داخل كلية الهندسة الكهربائية في مجمع سيدخندان.

وأظهرت مقاطع فيديو بثتها قناة خبرنامه خواجه نصير على تطبيق "تلغرام" مئات الطلاب وهم يرددون شعارات، من أبرزها: "الطالب يموت ولا يقبل الذل"، في مشهد أعاد إلى الأذهان مظاهر العصيان الطلابي التي اجتاحت إيران خلال السنوات الأخيرة.

وأكد الطلاب المحتجون في بيانهم أنهم خرجوا رفضاً لـ"السياسات الحالية المتعلقة بالرفاه والخدمات الطلابية"، مشيرين إلى أن تلك السياسات "أثرت سلباً في المعيشة اليومية للطلبة".

وطالب البيان بإعادة خدمات النقل الجامعي، وخفض أسعار الوجبات وتحسين جودتها، وتحسين أوضاع السكن الجامعي، ووقف الإجراءات الأمنية ضد الطلبة، إضافة إلى إنهاء عمليات الطرد والتهديد التي طالت عدداً من الناشطين الطلابيين.

وأوضحت القناة الطلابية أن هذا التحرك جاء بعد أربعة ليالٍ متتالية من الاعتصامات داخل سكن الجامعة، مضيفةً أنه جرى بشكل مستقل من دون تبعية لأي تيار سياسي أو تنظيم طلابي، ووصفت القناة التحرك بأنه "أكبر تجمع طلابي تشهده الجامعة خلال العامين الماضيين".

مراقبة أمنية مشددة

نقلت قناة خبرنامه أمير كبير عن مصادر طلابية أن عدداً من عناصر الأمن باللباس المدني، يعتقد بانتمائهم إلى وزارة الاستخبارات الإيرانية، كانوا متواجدين داخل حرم الجامعة خلال التظاهرة.

وأكدت المصادر أن هؤلاء العناصر قاموا بتفتيش بطاقات الطلاب ومراقبة المداخل والمخارج دون ارتداء زي رسمي أو حمل بطاقات تعريف، ما أثار حالة من التوتر والخوف داخل صفوف الطلاب.

ورغم تلك الإجراءات الأمنية الصارمة، واصل الطلاب احتجاجهم لأكثر من ساعتين، ورفضوا التحدث إلى أي من مسؤولي الجامعة، في خطوة اعتُبرت "تعبيراً عن فقدان الثقة بالإدارة الجامعية البالية وغير المستجيبة"، بحسب بيانهم.

احتجاجات تمتد لجامعات أخرى

تزامنت هذه التحركات مع احتجاجات مماثلة شهدتها جامعات إيرانية أخرى، أبرزها جامعة بوعلي سينا في مدينة همدان، يوم الاثنين الماضي، حيث خرج الطلاب إلى الساحات مرددين شعارات، منها: "رضا شاه، روحك سعيدة" و"الإيراني يموت ولا يقبل الذل".

وجاءت تلك الاحتجاجات، وفق ما أوردته وسائل إعلام طلابية، رفضاً لتدهور الأوضاع التعليمية والمعيشية داخل الحرم الجامعي، وأيضاً احتجاجاً على ما وصفه الطلاب بـ"تجاوزات ومضايقات" من قبل طلاب عراقيين منتمين إلى ميليشيا الحشد الشعبي الذين يدرسون في الجامعات الإيرانية ضمن اتفاقيات تبادل أكاديمي.

وكشف التقرير السنوي لوكالة هرانا الحقوقية، أن عام 2024 شهد تسجيل ما لا يقل عن 3,702 تجمع واحتجاج وإضراب في إيران بمختلف القطاعات، منها الاحتجاجات العمالية والنقابية والطلابية والبيئية والسياسية.

ويرى مراقبون أن الجامعات الإيرانية أصبحت اليوم مرآة لاحتقان اجتماعي أعمق يمتد إلى مختلف فئات المجتمع، في ظل الأزمة الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة والتضخم، إضافة إلى تراجع الحريات الأكاديمية وتزايد التدخل الأمني في الحياة الجامعية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية