"فرونتكس": تراجع أعداد المهاجرين غير النظاميين إلى أوروبا خلال 2025
"فرونتكس": تراجع أعداد المهاجرين غير النظاميين إلى أوروبا خلال 2025
أعلنت وكالة الحدود الخارجية الأوروبية (فرونتكس) انخفاض أعداد المهاجرين غير النظاميين الوافدين إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 22% خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025، ليصل عددهم إلى 133,400 شخص، مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2024.
وأكدت الوكالة في تقريرها الأولي، الثلاثاء، أن هذا التراجع لا يعكس بالضرورة انخفاض الضغوط على طرق الهجرة، إذ ارتفعت عمليات المغادرة من ليبيا بنسبة 50% خلال الفترة ذاتها، ما يشير إلى استمرار نشاط شبكات التهريب وتحوّل مسارات الهجرة نحو مناطق أكثر خطورة في وسط البحر الأبيض المتوسط.
ورصدت "فرونتكس" نحو 50,900 وافد بين شهري يناير وسبتمبر عبر طريق وسط البحر الأبيض المتوسط، وهو رقم شبه مماثل لعام 2024. ومع ذلك، بيّنت الوكالة أن ليبيا أصبحت نقطة المغادرة الرئيسية، حيث شهدت زيادة حادة في عدد المهاجرين المنطلقين منها.
وتبيّن أن مواطني بنغلادش ومصر وأفغانستان شكّلوا النسبة الكبرى من المهاجرين، ما يعكس استمرار الأزمات الاقتصادية والسياسية في هذه الدول التي تدفع آلاف الأشخاص إلى البحث عن حياة أكثر استقرارًا في أوروبا.
زيادة نشاط المهربين
وأوضحت الوكالة أن طريق شرق البحر الأبيض المتوسط شهد انخفاضًا بنسبة 22% في عدد العابرين، ليصل إلى 37,200 شخص، في حين ارتفعت عمليات العبور عبر ممر ليبيا – كريت بنسبة 280% في سبتمبر مقارنة بالعام الماضي، بعد فترة هدوء مؤقتة في أغسطس بسبب سوء الأحوال الجوية.
أما على طريق غرب البحر الأبيض المتوسط، فقد ارتفع عدد العابرين بنسبة 28%، خاصة من الجزائر التي أصبحت نقطة انطلاق رئيسية.
وأشارت الوكالة إلى أن ثلاثة أرباع الوافدين هذا العام انطلقوا من السواحل الجزائرية، نتيجة لتشديد المغرب مراقبته الحدودية، ما دفع شبكات التهريب إلى نقل نشاطها نحو الأراضي الجزائرية والتعاون عبر الحدود في عمليات تهريب منسقة.
دعوات لتعزيز التعاون
شاركت نائبة المدير التنفيذي لوكالة "فرونتكس" في اجتماع رفيع المستوى بالرباط حول العلاقات الأورومتوسطية، حيث شددت على ضرورة تعزيز التعاون الأمني والإنساني عبر البحر الأبيض المتوسط لمواجهة الشبكات الإجرامية التي تنظم عمليات الاتجار بالبشر.
وأشارت الوكالة إلى أن هذه الجماعات باتت تستخدم قوارب بخارية قوية وتقنيات تهريب متطورة، ما يصعّب على خفر السواحل الأوروبيين اعتراضها في الوقت المناسب.
ورغم الانخفاض العام في الأعداد، سجّل طريق غرب إفريقيا أكبر تراجع بنسبة 58% مع نحو 12,900 عملية عبور منذ بداية العام، منها 734 فقط في سبتمبر.
ومع ذلك، لم تتراجع الخسائر البشرية، إذ أكدت المنظمة الدولية للهجرة أن 1,299 شخصًا فقدوا حياتهم هذا العام أثناء محاولتهم عبور البحر الأبيض المتوسط، ما يجعل المتوسط أحد أخطر المسارات البحرية في العالم.










