توم فليتشر.. صوت الضمير الأممي
توم فليتشر.. صوت الضمير الأممي
يبرز توم فليتشر بوصفه أحد أبرز وجوه العمل الإنساني الأممي في مواجهة الأزمات الكبرى، من غزة التي تعيش تحت وطأة القصف والحصار إلى دارفور السودانية التي تمزقها النزاعات وتفتقد الأمن الغذائي.
بصفته وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة، يقف فليتشر على الجبهات الميدانية لإدارة الاستجابة الإنسانية، مطلِقًا نداءاته للمجتمع الدولي لدعم المدنيين الأكثر تضررًا وتيسير وصول المساعدات دون معوقات.
العمل الإنساني
خلال إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي، وصف فليتشر ما يحدث في غزة بأنه "فظائع القرن الحادي والعشرين"، محذراً من أن أكثر من مليوني فلسطيني يواجهون خطر المجاعة ولفت إلى أن السلطات الإسرائيلية سمحت مؤقتًا بدخول شاحنات محدودة من المساعدات، لكنه شدد على أن هذه الكميات لا تكفي أمام الاحتياجات الضخمة.
وأوضح أن الصندوق المركزي للاستجابة الطارئة خصص 11 مليون دولار لدعم التوسّع الإغاثي قبل فصل الشتاء، داعيًا المجتمع الدولي إلى ضخ تمويل إضافي لضمان استمرار العمليات، مع فتح معابر آمنة لتسهيل إيصال الغذاء والدواء والمياه والمستلزمات الأساسية.
وخلال زياراته الميدانية لغزة، تفقد مراكز توزيع المساعدات والمخازن التي تستقبل المواد الإغاثية، مؤكداً أن السكان المحليين يعتمدون على هذه الإمدادات للبقاء على قيد الحياة.
زيادة الدعم ورفع القيود
في دارفور السودانية، زار فليتشر مدينة الفاشر وشهد عن قرب أوضاع المدنيين النازحين والمجاعات والاعتداءات على القوافل الإنسانية، ووصف الوضع بأنه "مشهد رعب" مطالبًا المجتمع الدولي بزيادة الدعم ورفع القيود أمام وصول المساعدات، وحماية المدنيين والعاملين الإنسانيين من المخاطر.
وحذر من أن ملايين من السكان يحتاجون إلى مساعدات عاجلة، وأن أي تقاعس أو عرقلة سيكون له ثمن بشري كبير.
يدعو فليتشر بقوة الدول المانحة لضخ التمويل العاجل، ويطالب الأطراف في النزاعات بالسماح بالوصول الكامل للمساعدات، مؤكدًا ضرورة حماية العاملين الإنسانيين ومساءلة أي جهة تعرقل العمليات أو تستهدف المدنيين.
صوت الضمير الأممي
ويجمع دوره بين الضغط السياسي والمراقبة الميدانية والتنفيذ، ليكون صوت الضمير الأممي في مناطق النزاع.
توم فليتشر يعد مثالًا للقيادة الإنسانية التي لا تكتفي بالمكاتب أو البيانات الرسمية، بل تتجاوزها إلى الشهادة الميدانية والضغط الدولي، من غزة إلى دارفور، متحديًا الصعاب في سبيل حياة المدنيين الأكثر ضعفًا، ومذكرةً العالم بأن العمل الإنساني لا يمكن أن يصمت أمام المعاناة.










